داحس والغبراء, حرب أم أسماء خيول؟ ولكن داعش والغبراء, أسماء حرب ولكن هذه المرة بلا خيول, نحن أمة الأسلام لم نعد نتسابق على شي, حتى الموت قد تحول الى تمارين سلفية على القتل الحديث, بتكلونجيا العصر, القتل للقتل, فقد تحولنا من زمن داحس والغبراء الجميل, الى دهر داعش الكئيب والمريع. وكلما شاهدنا منظر الأف الشباب, وهم يساقون الى مسالخ الموت, بحداء الأبل, حيث تقطع الرؤس, كما تقطع الأجزاء الفاسدة من الأشجار, فهل فسدت الدنيا الى هذا الحد.
يبدو ان ثقافة القتل الدينية لايمكن أن يعادلها أي نظام للموت, لأن صناعة الموت, , هي صناعة بلا أنتماء, فماهو التشريع الذي يبرر القتل ويعلله وكأنه واجب ديني وأخلاقي, فهل الأسلام يبارك القتل والسبي, وقطع الرؤس, وأغتصاب النساء, وكل هذه التمارين الجميلة للشهادة, من أجل الفوز بالحور والخمور والجنة. أن ثقافة القتل أبشع في تأثيرها من القتل وأشدُ فتنة على البشر, أن مشاهد جريمة سبايكر والأف الشباب الممدين على الأرض, أمر مرعب ومخجل تقشعر منه الأبدان, وتدمى له القلوب, وتذرف له الدموع, لكن ثقافة القتل لدى الموؤسسة الدينية السلفية, التي أدتة ُ وبررتةُ, ولاتزال تتمتع به وبمشاهدتة, المخجلة والمريعة.
أن داعش فكرة دينية متوارثة, وليست مجموعة من الرعاع والعصابات, وقطاع الطرق, وهي مترسخة في مخيلتهم التاريخية, أنها هوية بالنسبة لهم, وهي فكرة لتجريد الأنسان من أنسانيةُ, ومن حرمتة الأخلاقية والقانوية,أن داعش هو تنفيذ لثقافة متجذرة في سيرتهم الدينية السلفية, ولايمكن لنا أن ننكر مشاهد القتل .الم يحاصر الحجاج بن يوسف الثقفي,
مكة المكرمة وضربها بالمناجق والحجارة، حيث هدمها وقتل ابن الزبير ومثل بجثته وصلبها؟الم يقتل الحجاج وحده فقط أكثر من 120 ألف مسلم من أجل تثبيت الدولة الأموية ؟الم يستبح كذلك الأمويين نساء المدينة أياما ثلاثا حبلت فيها ألف غدراء من نساء المسلمين؟
الم يكن ولاة الدولة الأموية في شمال أفريقيا يرسون العبيد والسبايا إلى خلفائهم في المشرق؟-
الم يكفر (مثلا) ابن حنبل كل من قال بخلق القرآن؟ الم يجبر الأمويين ( البربر) على دفع الجزية على الرغم من اعتناقهم للإسلام؟
الم يقتل خالد بن الوليد مالك بن نويرة وأحرقه بالنار ثم تزوج امرأته في نفس اليوم؟ونقول أنها غير موجود, ويبدو أن وصول المسلمين الى عصر داعش, هو نتيجة سكوتهم على الأرث التاريخي الدموي, المشبع بالقتل والذبح, والذي أدى الى نشوء جيل جديد من أحفاد خالد,لذلك يجب على المسلمين أن يتحرروا من الحاجة التاريخية الى داعش في العصر الحديث. وبات المشهد السياسي: حروب طائفية وقومية ومذهبية, حروب داحس والغبراء بين الفضائيات العربية, وحتى نشر الأخبار بلون الدم الأحمر لإثارة وتهييج الناس لأن الناس بنظرهم أشبه بثيران تتحسس وتتهيج باللون الأحمر.
والهدف تضليل الجماهير, وطمس كل ما الا يخدم مصالح اسيادهم وأولي نعمتهم في هذه الحروب.حروب أضرمت نيرانها, وأقيمت تحالفات لخوضها دعماً وتأييداً لأطراف , أو لمجابهة وهزيمة طرف وأطراف أخرى, بما يؤمن إطالة امدها, ويخدم مصالح دول منها الصغرى ومنها الكبرى.
وفي الحروب يُغيّب العقل والمنطق, وتخفى الحقائق التي لا تخدم الحروب.
طالما دافع المسلمين عن انتمائهم الى الأسلام الناصع البياض المسالم, ولكن النتائج كانت مخيبة للأمال بشكل مخيف , بسبب وجود مؤوسسات دينية متطرفة, ووجود منهاج تدريس تحتوي على تراث داعشي, مخيف ينشأ أجيالاً من الدواعش, أن مثل هذه الجماعات الدموية المتطرفة, تمثل خطراً على الأسلام والمسلمين, وتشويه صورتة.
لذلك يجب أن يكون هناك تعاون بين المؤوسسات الدينية الأسلامية لمواجهة الأرهاب, والتصدي له, واغلاق كل ابواب الفتنة, ونزع الغطاء الديني عنهم, وتعرية افكارهم المتطرفة والقضاء عليها, وهنا يبرز دور خطباء المساجد من أهل السنة لشرح مبادئ الأسلام المحمدي المتسامح والناصع البياض, لأجل توعية الشباب من مخاطر أفكار داعش والغبراء المنحرفة, وبعدها عن منهج الأسلام وسيرتة الرسول الأعظم والسلف الصالح الحقيقي وليس المزيف , سلف ابن تيمية وأتباعة.
https://telegram.me/buratha