المقالات

مجلس الأمن الدولي .. ليس أميناً

1247 21:32:25 2015-04-16

عالم السياسة اليوم , بات محكوماً بسلطة الأقوى , تكنولوجياً وإقتصادياً وعسكرياً, وإنعتقتْ يد السياسة لدى الأقوى , من أبسط مفاهيمها العامة لتتحوّل الى غولٍ مهولٍ أشبه بثقب أسود يبتلع كل شيء يدنو منه . فبالأمس أصدر مجلس الأمن قراراً بشأن الأزمة اليمنية , تضمّن إزدواجية فاضحة , تدين الضحية وتناصر الجلاد . وبالتأكيد لا غرابة في ميل مجلس الأمن الدائم للجلاد على حساب الضحية , طالما أنّ هذه المؤسسة الدولية ذات العنوان الكبير والمُفرّغ من محتواه , هي بيدقُ شطرنجٍ تتحكّم في نقله , الإدارة الأمريكية وفقا لمصالحها القومية حتى لو تطلّب تحققها , تدمير كل شعوب العالم . فالجلاّد المباشر في القضية اليمنية هي السعودية عدوة الشعوب , والضحية , هو الشعب اليمني الذي يعيش أزمة معقدة , نتيجة لصراع الإرادات السياسية الموجودة على الساحة اليمنية ,

لكن هذه الأزمة ووفق أبسط المعايير , هي شأنٌ داخلي مختصٌ بالشعب اليمني , فهو الذي مَنْ يملك حقَّ تقرير مصيره وبما ينسجم مع مصالح جميع فئات شعبه .. لكن تدخل السعودية ومَنْ يؤازرها في عدوانها على اليمن , هو الذي خلط الأوراق فإتخذ له مساراً طائفياً ووحشيا , فضلاً عن كونه تدخلاً صارخاً في سيادة دولة من حق شعبها ان يختار ممثليه بنفسه دون فرض وصاية من أحد . ومن مفارقات قرار مجلس الأمن الأخير الخاص بالشأن اليمني , والذي يتضح فيه الكيل بعشرين مكيال , أنه تجاهل تماماً إستمرار العدوان السعودي الذي طال بطيرانه الإجرامي , المدنيين العزّل من كل الأعمار وتدمير البنية التحتية للمؤسسات الحكومية والمدنية البعيدة عن الأهداف العسكرية بحيث بلغتْ أعداد القتلى والجرحى , أرقاماً مرعبة .. كل ذلك تجاهله قرار مجلس الأمن والقائمون على إصداره , في حين يتضمن القرار بنوداً وتوصيات , هي من الإزدواجية والزيف , ما يدعو الى البكاء قبل الضحك . فالقرار يعرب عن جزعه الشديد بخصوص التدهور الشديد والخطير للحالة الإنسانية في اليمن !!! وبذات الدرجة من الشعور بالجزع يتخوف القرار من التصعيد العسكري الذي يقوم به الحوثيون !! كما أنه يوصي الحوثيين بالكف عن إستخدام العنف ..!! بينما كان الأجدر به أن يدعو الجانب السعودي بالكف عن إستخدام العنف والذي بلغ حدوداً غير معقولة , بل هي تندرج ضمن قائمة حروب الإبادة الجماعية ..

لو كانت هناك نوايا جدية لدى الإدارة الأمريكية والسعودية لوضع نهاية لهذه الحرب المدمرة , لشرعتْ بالقبول بالعديد من المبادرات الجدية التي طُرحت , لكن وحشية آل سعود وطائفيتهم وعنجيهيتهم , تحجب عنهم الرؤية الإنسانية فلا يجيدون ولا يستمتعون , إلاّ برؤية سفك الدم .. ولعل واحدة من هذه المبادرات , هي المبادرة الإيرانية التي طُرِحتْ عقب صدور قرار مجلس الأمن بساعات , والتي تضمنتْ خطة من أربعة بنود ، هي الوقف الفوري لإطلاق النار ؛ وإرسال المساعدات الإنسانية وإيصالها لمحتاجيها؛ وإطلاق حوار تشارك فيه كل الأطراف اليمنية؛ وايضا تشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة جميع القوى السياسة في البلاد...

ولكن .. تبقى السعودية وبتحريض من أمريكا ,كما هو ديدنها الشاذ , رافضة لكل المقترحات والمبادرات التي لا تنسجم مع توجهها الطائفي والعدواني , دون أن تلتفتْ الى ما سيتمخض عنه هذا الإستمرار بالعدوان من ضرر , سيطال الأوضاع الداخلية السعودية المهزوزة أصلاً والتي تعاني من إشتداد فجوة الخلاف العائلي على السلطة , وقد يطيح في النهاية بهذه المملكة , مملكة الشر والعدوان .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك