المقالات

جنّبوا الحَشْدَ الشعبيّ محرقةَ الحنقِ الطائفيّ؟

1342 02:35:11 2015-04-10

يعلم الجميع ألظروف التي تأسس فيها الحشد الشعبي ...ومن هو رائد الدعوة الى تأسيسه وصاحب الكلمة التي إستجاب لها الشعب العراقي وعلى ضوئها حمل السلاح وخرج مدافعا عن العراق وشعب العراق ومقدساته...وبمعنى أدق أن لافضل لمسؤول حكومي أو سياسي في تأسيسه وفكرة تطوعه ...إنمّا هو شعبٌ هبَّ بكل عفوية ووطنية مستجيبا لفتوى المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني ...وملبياً نداء الوطن ضد شراذم النفاق والجريمة داعش ...ولقد تعرّض هذا الجمع الوطني الأصيل من أول يوم إنطلق فيه إمتثالا لفتوى المرجع الأعلى الى إبتزاز السياسيين والحزبيين أصحاب الشركات الحزبية والتكتلات والتيارات السياسية التي لاترى إلا مصلحة الحزب والكتلة التي ينتمي إليها...

فمنذ أن تحرّكت الجموع الشعبية وبدأت حملة التطوّع الى ساحات القتال... تحرّكت معها عربات الأحزاب السياسية رافعة لافتات الولاء المطلق للمرجعية الدينية ! وعارضة خدماتها وخبراتها في خدمة جنود الحشد الشعبي ..وطبعا هذه الخدمة مشروطة بالولاء للحزب أو الكتلة التي ستقدم الخدمات للمتطوعين ...وتفرّقت الجموع حسب الولاء لهذه الجهة أو تلك ! والذين رفضوا العمل تحت مسميات حزبية وتمسّكوا بولائهم للمرجعية الدينية فقط ...تُركوا يعانون من سوء التجهيز وقلة التدريب والتسليح إلا بما بادر به الخيرون والموالون للمرجعية الدينية ...

وهذا أول إبتزاز سياسي وإستغلال حزبي للمتطوعين ...لكنّه لم يشكل عائقا كبيرا في طريق المتطوعين فالهدف أخطر من ألتوقف عند هذه الأمور والعدو واحد ويستهدف الجميع ...والحمد لله سارت الأمور على مايرام ودُحر العدو بدماء وتضحيات الأبطال ...ولم يتوقف الأمر عند صدّهم وإبعادهم عن العاصمة بغداد وضواحيها وإنما لاحقهم الأبطال الى عقر حاضناتهم الإجتماعية ...حتى حرّروا محافظة صلاح الدين ومدنها...وكل ذلك مقابل دماء وأرواح طاهرة عرجت الى ربها ...على أعتاب تكريت وقف جنود الحشد الوطني العراقي ليسلّموا المدينة الى أهلها ويعودوا هم الى أهلهم في أقصى الجنوب العراقي او في الوسط ...فماذا كان جزاءهم ؟ صُبت عليهم اللعنات والإتهامات والتنكيل ! من قبل المطرودين والفارين من ديارهم ! وخصوصا من بعض السياسيين الذين يعلمون علم اليقين حجم التضحيات التي قدمها ابناء الحشد لتحرير مدنهم ! ولكنّ الطبع غلب التطبّع ..إنه الحنق الطائفي المقيت ! يطوّق أعناقهم ويضغط على نفوسهم فتتقيئ الغلّ والحقد...الى هذه الساعة الحشد الشعبي متهم بجرائم من قبل الشركاء الساسيين ولم ينفعه إعلان رئيس الوزراء بأنه تابع لأوامر المؤسسة العسكرية الرسمية...!

ويُنظر إليه من قبل الطائفيين نظرة غلّ وكأنه جيشٌ مرتزق ! ومع ذلك يحاول السياسيون الشيعة زجّه من جديد في محرقة الأنبار أو الموصل ! وهذه مغامرة خطيرة النتائج ...فإذا كان أهل هاتين المحافظتين لايرغبون بإشتراك أبناء الشيعة في تحرير مدنهم ...فلماذا يصرّ البعض على التبرّع بدماء أبنائنا ؟ إن الواجب الذي دعتهم من أجله المرجعية الدينية قد نُفّذ بحذافيره والحمد لله وكان النصر حليفهم نتمنّى أن يتوقفوا عند هذا الحد ...رحمةً بأبنائنا وأن لايكونوا حطباً لمحرقة الطائفيين ...وليترك الأمر للدولة والمؤسسة العسكرية ولأهل هذه المحافظات... إن كانوا جادين في تحرير مدنهم...؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك