المقالات

"ثلاجة" في الميزان

1179 16:47:42 2015-04-08

في زمن العجائب, زماننا, وفي بلد الغرائب، عراقنا، ليس غريباً أن تصبح "ثلاجة" رمزاً وطنياً، فاختلاف الموازين في هذا البلد، جعلت "ثلاجة" ناجح الميزان رمزاً "للشرف الرفيع الذي لم يسلم من الأذى".

منذ سقوط الطاغية عام 2003، وما نتج عنه من إحتلال دول التحالف للعراق، تحت غطاء الشرعية الدولية، بدأت حمى التصريحات الإعلامية – السياسية منها خاصة - تجتاح وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، وهي باختلاف مسمياتها وعناوينها، كان ومازال صداها يأخذ حيزاً كبيراً في فكر المتلقي العراقي، باختلاف ثقافته، وانتماءه، وميوله الشخصي، حتى أن كثيراً منها قد تجاوز حدود الأدب والمنطق، ليعبر أحيانا عن مصالح سياسية، فردية كانت أم حزبية، أم مدفوع الثمن، لتوجيه الرأي العام حول قضية معينة، والتغطية على قضية اخرى.

إن احتلال ما يسمى بالدولة الاسلامية في العراق والشام لمدينة تكريت في حزيران 2014، ومعاناة أهلها من الظلم والتهجير، واعتداء على الاموال العامة والخاصة، وقتل النفس التي حرم البارئ الا بالحق، قد فتح الباب على مصراعيه أمام لعبة التصريحات السياسية، والتي تنوعت بتنوع أصحابها، فمنها الطائفية، أطلقها أصحاب الفتنة التي مازالت نارها مستعرة ليومنا هذا، ومنها القومية، التي يحلم أصحابها بماضٍ لن يعود إلا في أذهانهم الرجعية، ومنها المنفعية والتي أصبحت أسهل مصدر رزق غير شرعي لبعضهم خاصة السياسيين.

ومن أغرب التصريحات التي يتداولها الشارع العراقي هذه الايام، هو تصريح ناجح عباس الميزان، حول "الثلاجة" التي اتهم فيها أبناء الحشد الشعبي بسرقتها من أحد منازل مدينة تكريت، في محاولة منه لخلط أوراق، وتزييف حقائق، ومساس بكرامة أبنائنا الذين أثبتوا شجاعتهم وولائهم وانتمائهم الوطني، في مواجهة ثلة من القتلة المرتزقة.

وكأن "الثلاجة" المزعومة أصبحت، في ليلة وضحاها، عنواناً للشرف، ورمزاً من رموز الوطنية، التي سيبذل ناجح وأمثاله الغالي والنفيس من أجل استردادها، وإعادتها لإصحابها، (مثلما أظهر بطولاته، وشجاعته الفائقة، في استعادة مدينة تكريت).
اليوم "ثلاجة" وماذا غداً؟!
"تلفزيون"؟!
أم "مبردة"؟!
هو بلد الغرائب فعلاً، بلد تحترم فيه "الثلاجة"، ويهان فيه الإنسان.
وهذا مصداقٌ من مصاديق "القسمة الضيزى" بعينها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك