جرت وعلى مدى خمسة سنوات مباحثات البرنامج النووي الإيراني بشكل مكثف، بل ومنذ أكثر من تلك الفترة بين شدٍّ وجذبٍ بين إيران من جهة ومجموعة(5+1) من جهة اخرى، وهي مجوعة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس أمن الأمم المتحدة، وهي كلٌّ من الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا ، الصين بالإضافة إلى ألمانيا، والتي تتولى المفاوضات مع إيران حول برنامجها النووي. بدأت المجموعة عملها في العام 2006 ولا تزال مستمرة, وكانت في بعض تفاصيلها صعبة وشائكة بل ومعقدة؛ بسبب إصرار الصهيونية وبعض العربان البدو من دول الخليج الفارسي الذين كانوا يضغطون على مفاوضي أمريكا والاتحاد الأوربي؛ لكي لا يعطوا للجمهورية الإسلامية أيَّ مكسب أو مغنم تتحصل عليه من خلال برنامجها النووي السلمي الذي طالما صدحت بسلميته حكومة طهران ليل نهار، لكن المشكلة تكمن في آذان هؤلاء العربان، إذ إنني أظن أنها كانت تسمع السلمية على أنها عدائية، فلجأت إلى تلك المناكفات السياسية والمؤامرات الهمجية التي طالت وألقت بظلالها على دول وشعوب المنطقة، فتضررت بسبب تلك السياسات الرعناء والدموية لبدو الصحراء حكام الخليج، فدمرت سوريا وراح ضحيتها في سوريا أكثر من مليون قتيل وتسعة ملايين نازح، وأما العراق فراح ضحية ضغط هؤلاء العربان الخنازير على الجمهورية الإسلامية أكثر من نصف مليون قتيل وثلاثة ملايين مهجر ظنَّا من هؤلاء الحثالات أن إيران ستركع لهم من خلال خلق الفتنة الطائفية هنا وهناك وساعدتهم على ذلك الصهيونية وأمريكا وبعض دول أوربا الذين يسعون في أفعالهم هذه إلى حصر الداخلين إلى النادي النووي بهم فقط دون القبول بعضوٍ جديدٍ من سواهم، ولو أن إيران كانت من غير طائفة لقبلتها أوربا وأمريكا وإسرئيل وعربان الذل كبلد نووي.
هذا الضغط والقتل والدمار وحتى جبهة اليمن كل ذلك كان أداة ضغط على إيران؛ لأن المقصود بجبهة اليمن هم الشيعة فيها دون غيرهم، وهذا هو بيت القصيد أما الاتفاق النووي الأخير بين إيران ودول الخمس الكبرى، فهو مكسب ومغنم للجمهورية الاسلامية، وهذا مما يذل ويرغم أنوف دول الخليج القبلي؛ إذ إنهم كثيراً ما ضغطوا لكن إرادة الله كانت فوق إرادتهم وبذلك ألقمهم الله حجراً فوقه حجر، وبذلك أراح الله المؤمنين شرور الحقد الطائفي القذر والبغيض، وأصبحت إيران دولة لها الحق في امتلاك برنامج نووي، ولها الحق بتخصيب اليورانيوم، واستطاعت إيران بفضل مفاوضيها الشجعان أن يفرضوا شروطهم على دول الاتحاد الخمس بأن يفرجوا عن الأصول المالية المجمدة للجمهورية في كافة بنوك العالم التي تصل للمليارات، وكذلك أرغموهم على فك الحصار على الجمهورية الإسلامية، وبذلك سينتعش اقتصاد إيران، بل وسترتفع مدخولاتهم المالية والاقتصادية، فالأمر الذي يتخوف منه عربان الخليج هو أن ترجع إيران قوة اقتصادية وعسكرية يُشار لها بالبنان في المنطقة، وتكون الآمر الناهي وتكون كالمراقب القوي الذي يعاقب المسيء في الخليج وغيره، وهذا يولِّد الرعب لدى حكام القبائل الجهلة وعند غيرهم، وأما بخصوص المسائل العالقة في سوريا والعراق واليمن فالقادم ترقبوه وستشاهدون نصر هذه الدول على عربان وبدو الصحراء(عليهم ما يستحقون من الله) فهم وبالٌ ونقمة على المنطقة بطائفيتهم القذرة والمقيتة التي أهلكت الحرث والنسل، وما الوهابية إلا سرطان أصاب الأمة بالشلل والعمى، وينتظر العالم استئصاله على أيدي المخلصين من هذه الأمة.
https://telegram.me/buratha