المقالات

القمة العربية وخطاب الوحدة- غباءٌ مزمن!

1247 01:02:54 2015-04-07

على مدى عقود طويلة, كان اجتماع القمة العربية, إجتماعا يوصف بانه اجتماع شكلي, تتمخض عنه قرارات لا تتعدى كونها كلمات مكتوبة على الورق, ما ميز القمة 26 والتي عقدت في شرم الشيخ, أنها أول حالة شبه اتفاق بين العرب, في شنهم الحرب على دولة عربية ضعيفة وهي اليمن! وأكثر ما ميزها إطلاق تسمية "القمة الإيرانية" عليها من قبل بعض المحللين السياسيين, لأن ملف الحرب على اليمن, جاء عبر محاولات حثيثة من قبل بعض الزعماء المجتمعين, لربطه بإيران, كدولة ساندة للوحثيين وداعمة لهم!

بعض الدول العربية وعلى رأسها السعودية, تعتقد بأن إيران بدأت تزحف بنفوذها في المنطقة العربية, ليس فقط من ناحية بسط سيطرة او نفوذ سياسي, فهي ترى بأن إيران بدأت تتحول الى قوة اسلامية, خطفت وهج الإعجاب الجماهيري للشعوب العربية والإسلامية, من خلال طرحها لمشروعها المذهبي! واستطاعت السعودية من خلال هذا الطرح, أن تقنع الجو العربي الشعبي, بخطورة ايران!

بينما نجدها من جانب آخر, لم تستخدم ورقة الخطاب المذهبي, في محاولتها لإقناع الدول المتحالفة معها, بل أنها استعانت بالجغرافية السياسية, وبالمخاطر الإقتصادية, في محاولتها لتصوير خطر التمدد الإيراني في المنطقة, مما جعل بعض الدول العربية, تدخل في قناعة مفادها: أن نجاح ايران في بسط نفوذها في المنطقة, يشكل تهديدا وجوديا لهذه الدول, ولأنظمتها السياسية القائمة, خاصة بعد تركيزهم على فكرة أن ايران تطمح للسيطرة على مضيق باب المندب, مما يمكنها من الإمساك بعصب التجارة والنفط في كل المنطقة, بل وأنها ستكون المتحكمة بالنفط العالمي, إذا ما حاولت اغلاق باب المندب !!

ما جرى في اجتماع القمة, لم يكن في ظاهرهُ عملية اتفاق, أكثر مما هو عملية اخفاء للخلافات البينية, الضاربة في عمق الخلافات بين الحكام العرب, حيث أن هذه القمة لم تتعرض لقضايا الأمة العربية الجوهرية والمصيرية, كالقضية الفلسطينية, وقضية العراق وسوريا وليبيا, وقضايا الإرهاب, بل اكتفت في هذه الموارد ببيانات شكلية تضامنية فقط, وهذا يعني أن هذه القمة قد عُقِدَت فقط وفقط من أجل الوقوف بوجه ايران, النازلة الى الساحة كقوة اقليمية. 

تكوين قوات الدفاع العربية المشتركة, في نظر بعض المحللين, هي احدى قرارات القمة العربية التي تفتقد بعد فض إجتماعها, الى آليات واضحة لتنفيذها على أرض الواقع, فهناك الكثير من النقاط الغامضة المتعلقة بهذا القوة المراد تكوينها, فمن حيث الأهداف: هل سيكون هدفها هو حماية الدول العربية, حين اقتاتلها مع بعضها, أم أنها ستكون قوة ردع ضد العداون الخارجي على أي دولة عربية؟ وإذا كان الأمر كذلك, فما هو موقف هذه القوات العربية, من الإعتداء الإسرائيلي على فلسطين واحتلال أراضيها؟

الجانب المذهبي العقائدي سيكون احدى المشاكل المطروحة والمتعلقة بملف هذه القوات, فهل أن هذه القوات ستكون ذات صبغة عقائدية واحدة" سنة مثلا" ؟ أم انها ستكون ذات روح قومية عربية مبتعدة عن مسميات الدين والمذهب؟ خاصة اذا علمنا أن نزعة الخلاف المذهبي والديني, حاضرة في الممارسة السياسية العربية منذ عقود, وبدأت ملامحها تتوضح في هذه الفترة, وهذا يعني أن هذه القوات ستكون قوات مهمتها الحرب والتصفية المذهبية ضد طائفة معينة!

إذا كان الأمر كذلك, فإن تكوين هذه القوة سيكون كفعل, تكون ردة فعله من قبل العرب المختلفين مذهبيا, هو تكوين مليشيات سرية, وقد ثبت في الوقت الحاضر, أن الجيوش النظامية, تفشل فشلا ذريعا في حربها مع المليشيات المسلحة, ومثال على ذلك القوات الأمريكية في العراق, والإسرائيلية في لبنان, فهي أوضح مثل على ما نقول.
هل تعتقد الدول العربية أن جيشها الدفاعي الجديد, سيكون أقوى من جيش الولايات المتحدة الأمريكية؟!

*ماجستير فكر سياسي أمريكي معاصر- باحث مهتم بالآيديولوجيات السياسية المعاصرة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك