تبقى الناصرية هي مولد للأبطال ولا يفتأ إلا أن تترك بصمتها في التاريخ الإنساني العراقي ، وتكون عامل مهم في تشييد الحضارة البشرية والدفاع عن المقدسات والأرض ،وها أنتم أعزتي الأبطال تقومون بهذه المهمة والتي قبلها كان شرف أجدادكم من أور وسومر إلى آشور وبابل وغيرها قد بنوا الحضارة وعلموا البشرية الحرف الأول ولتكون صروح مهمة في الحضارة الإنسانية وأنتم تعيدون هذا التاريخ في تعليم البشرية ما هو معنى ( الجهاد ) ورفض الظلم وعدم مهادنة الطغاة وتسطير ملاحم البطولة والكبرياء والشموخ مستلهمين ذلك من بطولات أمير المؤمنين الأمام علي وكبرياء وشموخ الأمام الحسين وعزم وإيثار الأمام العباس وشجاعة علي الأكبر(صلوات الله عليهم أجمعين) وأنصار أبي عبد الله المنتجبين .
لقد زفت الناصرية بالأمس كوكبة من أبنائها الشهداء الذين سقطوا في سوح المعارك دفاعاً عن المقدسات والأرض ، تلبية لدعوة مرجعيتنا الرشيدة ممثلة بسماحة آية الله العظمي السيد علي السيستاني (دام ظله) والذي يمثل صمام أمن وأمان العراقيين والذي يستظل كل العراقيين برعايته الأبوية الكريمة علينا والذي دعا بدعوة الجهاد الكفائي ، فكانوا خير العون والناصر وهم يلبوا هذه الدعوة العظيمة لمرجعيتنا والتي لم تأتي من فراغ بل جاءت وبالهام ألهي لسماحة السيد السيستاني جعله الله ذخراً لنا وللعراق والتي قلبت كل الموازين والخطط لمن يريد ببلدنا وشعبنا الشر سواء من الداخل أم من الخارج وقلبت الطاولة على كل المتآمرين ممن تحزموا بحزام الأجندات الداخلية والخارجية وتحت دعوات طائفية مقيتة لم يعرفها الشعب من قبل وهذه الأجندات أضحت معروفة من قبل الجميع والتي لو قدر إن تنجح هذه المؤامرة لأصبح العراق في خبر كان .
لقد حملوا أبناء الناصرية هموم العراق وشعبه كما حمله الآخرون وأصبحوا في المقدمة منذ نعومة إظفارهم وهم قد عجنوا النضال في دمهم وضمائرهم وتصدوا لكل إشكال الانحراف والاعوجاج في عراقنا وهذا ليس لأني انتمي الى مدينة الناصرية ولكنها كلمة الحق التي يجب إن تقال.
وللدلالة على ما أقول أسال سؤال : أين هم الآن ؟ أهم في فنادق الأردن آو في ملاهي تركيا أو في شقق اربيل . أم هم في سوح الوغى يحاربون كل التنظيمات الإرهابية والبعثية والتي تريد النيل من عراقنا ومقدساتنا وشعبنا . لقد افترشوا الغبراء وتركوا مكاتبهم الأنيقة وعيالهم ليقودوا تلك الجحافل المؤمنة من الحشد الشعبي مع إخوانهم في الجيش والقوات الأمنية ليكون هم مفاتيح النصر التي بوجودهم تفتح كل أبواب الخير والنصر وليكون النصر عراقياً خالصاً وبالسواعد السمر للأبطال من العراقيين الشرفاء .
علينا أن نقف لهؤلاء الإبطال باحترام وأن نشيد بنضالهم وتضحياتهم والذين أبوا أن يجلسوا في بيوتهم أو وراء مكاتبهم ، وأثروا الذهاب إلى ساحات القتال وممارسة جهادهم ، والذين عشقوه منذ صغرهم ليرفعوا صوتهم عالياً ( لبيك .. يا حسين ) ( لبيك ... يا عراق ) ليسيروا على نهج الحسين وأهل بيته وأصحابه .
طوبى لتلك الأرحام التي حملت تلك النطف الطاهرة لهؤلاء المجاهدين وطوبى لكل أم ناصرية حملت كل مجاهدينا الذين يقاتلون الإرهاب الأعمى ، وطوبى لأبناء الناصرية بتلك الثلة الطيبة التي استشهدت واستبسلت في سوح الوغى والكرامة من أجل العراق والمقدسات ، وعن غد أفضل لأجيالنا ولكل العراقيين .
تحية أجلال واحترام لتلك الهامات القمم الشامخة التي سطرت أروع الملاحم في سفر التاريخ ، فإليكم أحبتي أقبل تراب أقدامكم ، يا من حميتم العراق وشعبه وبكم نعيش بأمن وأمان .
فمهما قدمت الناصرية من التضحيات .. فأنها تبقى مولد الإبطال على مر الزمان .
https://telegram.me/buratha