قد يظن البعض أن خطأ، أو التباساً حصل في كتابة عنوان هذا المقال، أو أن هناك خللاً فنياً تم في منظومتي الدماغية، وإلاَّ كيف يمكن لمسلم مثلي ان يجاهر بالإمتناع عن إقامة فرض مهم، بل هو فرع من فروع الدين بالنسبة للفقه الشيعي، وركن من أركان الإسلام بالنسبة لأبناء السنة الإسماعيلية؟
ولكي أزيل الشك تماماً عن أذهان الجميع، أعيد التأكيد الآن على ما قلته في عنوان المقال، وأقول ثانية بوضوح: إني المواطن العراقي فالح حسون الدراجي، أعلن بكامل قواي العقلية عن رفضي التام لفكرة حج بيت الله الحرام في مكة الآن، وكلكم شهود على ما أقول!!
وطبعاً فإن لهذا القرار الخطير أسباباً عديدة، منها: أن السعودية التي تتزعم دول الإرهاب، وتقود ثقافة الدمار، وتصدِّر فايروسات الطائفية البغيضة، ليس الى العراق، وسوريا ولبنان واليمن وغيرها من الدول التي لا تخضع لهواها ومزاجها الطائفي فحسب، إنما تصدره أيضاً لكل دول العالم، وما فعله إبنها (البار) أسامة بن لادن، بحق الأبرياء العزل في الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، خيرُ دليل، وخير مثال يُضرب على (دولية)، وأممية البضاعة السعودية في الحقل الإرهابي. لذلك فإن السعودية الوهابية بما تنتجه من صناعة إرهابية وطائفية فتاكة، غير جديرة في أن تكون موقعاً جغرافياً ودينياً وثقافياً وإنسانياً لموسم الحج الإسلامي، وهي غير مؤهلة بالمرَّة لأضع على أرضها قدميَّ اللتين تشرفتا، وتعطرتا يوم أمس بتراب أرض كربلاء. وصدقاً بأني لن أسمح لنفسي أن أوسخ جواز سفري (العراقي) بختمها الوهابي الملوث بدماء الأبرياء في كل مكان.. وقد يقول البعض هنا، بأن إعلانك حرام، إذ كيف تعلن رفضك الذهاب لحج بيت الله، وهو فرض عين عليك؟ فأقول لهم: إن الحج الى مرقد الحسين في كربلاء يعادل عندي ألف حجة لبيت يقع في السعودية الوهابية، حتى لو كان هذا البيت هو بيت الله..!
وقبل أن تسألوني، هل تعلمون مثلاً أن السعودية تجني في كل موسم حج وعمرة، مبلغاً قدره (12) مليار دولار، عدا الهدايا التي يدفع ثمنها الحاج، ومبلغها ثلاثة مليارات ونصف دولار، تذهب أغلب هذه المبالغ الى جيوب الأمراء السعوديين..؟ وهل تعلمون إن هذه المبالغ الكبيرة التي تدخل الخزانة السعودية اضافة الى واردات النفط الفخمة، لا تذهب لإطعام الأطفال الجائعين في الصومال والسودان وفلسطين وبنغلادش وسريلانكا، وغيرها من الشعوب الجائعة الفقيرة؟ إنما تذهب الى شراء المتفجرات والأسلحة الفتاكة المدمرة، وتضعها بيد القتلة المجرمين ليبيدوا فيها أبناء الشيعة والعلويين والحوثيين وغيرهم من الأبرياء. كما تقوم من خلال هذه الموارد الفخمة أيضاً بشراء ذمم الدول الكبرى عبر صفقات باهضة تتم بعناوين شراء أسلحة متطورة، وطائرات حديثة، قد لايعرف إستخدامها مقاتل سعودي واحد.. ناهيك عن الأموال الهائلة التي تدفعها السعودية لشراء ضمائر بعض الرؤساء، والزعماء العرب وغير العرب، كما يحصل هذه الأيام في عملية (عاصفة الحزم) التي أشترت السعودية أكثر من رئيس عربي؟
فكيف أحج إذن لبلد- حتى لو كان الله يقيم فيه وليس بيته فقط - وهذا البلد يدفع الأموال من أجل أن يقتل بها أطفالي؟ وكيف أحج أيضاً لبلد وأنفق فيه آلاف الدولارات، وهو الذي يحرِّض ضدي العالم كله، مستفيداً من قدرات وسائل أعلامه المموَّل بشراهة؟
وكيف أحج لبلد، وأجد فيه من يدفع لقتل أبناء أخوتي في اليمن ولبنان والبحرين وسوريا، وشعوب أخرى في العالم، بعد أن يقتل أطفالي طبعاً.. وأخيراً هل تريدون مني ان أحج الى السعودية وهي التي حولت كل شيء جميل في الحياة الى قبح ودمار وموت أسود؟ إذن..! أين أجد الله، وبيته في بلاد تدفع الأموال الطائلة من أجل أبادتي - أنا المسلم، العابد لله العظيم - ؟
وكيف أثق ببلاد، وأحج اليها، وقد حوَّل حكامها كرة القدم الجميلة الى كرة طائفية بغيضة.. يتعرض فيها اللاعب الشيعي العراقي الى أقذع الشتائم، والإعتداءات السافلة.. تعالوا معي لنقرأ هذا الخبر المنشور أمس في الصحف والمواقع العربية، ثم نحكم في أمر إلغائي حج بيت الله، الى أن يتحرر (هذا البيت الكريم) من وثن الوهابية الكريهة. والى ذلك اليوم الباهر، سأظل مواظباً على حج بيت الحسين الأكرم..
الخبر:
(تعرّض لاعب المنتخب العراقي، المحترف في نادي "الاتحاد" السعودي، سيف سلمان الى اعتداء فاضح من قبل قائد فريق "النصر" السعودي، خلال المباراة التي جمعت الفريقين ضمن الجولة الـ 21 من دوري "عبداللطيف جميل".
واكد سيف سلمان، في تصريح للجهاز الاداري لفريقه ان "عبد الغني شتم والدته ووصفه بـ (الشيعي) وحاول ايذاءه اكثر من مرة".
وبسبب الاعلام المتطرف، واشتداد الحرب الطائفية التي تشنها السعودية على اليمن، تتصاعد الحملات الدعائية التكفيرية ضد المسلمين الشيعة، ما اثّر على الشارع السعودي، لتتصاعد السلوكيات والتصريحات التي تشجع على الفتنة والتحريض المذهبي)!!
https://telegram.me/buratha