تأسست ونشأت الدولة السعودية في التاريخ المعاصر من خلال ( ثلاث نشئآت)، الأولى على يد محمد بن سعود، والثانية على يد تركي بن عبدالله، والثالثة على يد عبد العزيز بن سعود.
في كل نشوءآتها الثلاثة، كانت قآئمة على تحالف بين محمد آل سعود( جد العائلة الحاكمة)،مع محمد الوهابي( مؤسس المذهب الوهابي)،أطلق عليه( بتحالف الأمراء والعلماء)، وكان ذلك في القرن الثامن عشر، وعليه تقاسموا السلطة. مشروع هذا التحالف السياسي، قآئم على آيدولوجية مؤسسة( لتكفير المحيط المجاور)، ومن ثم غزوه وسلب ونهب الممتلكات، وأرتكاب المجازر من سبي للنساء، وقتل للأطفال، و إذ لابد من مسوغ ومبرر شرعي لغزو الآخرين، حيث أن التحالف كان دوما شعاره العقدي( لا غزو إلا بعد تكفير)،فكان الأفتاء من العلماء، والقتل والغزو من الأمراء، هكذا تشكلت دولة آل سعود من الأول الى الثالث.
فكان هذا الأخير( عبد العزيز بن سعود)، أشد صرامة وأدهى من سابقيه، وأكثر عزيمة في تطبيق التحالف، ورفع شعاره، ونشر دعوته، وعلى يديه تأسست الدولة السعودية- الوهابية الحديثة عام 1932 وأستمرت الى الآن.
الملك( عبد العزيز)، الذي قام بشن غارات متلاحقة على منطقة نجد، والرياض، والطائف، والحجاز، وبمساعدة من الجيش العقائدي الأخواني( نشأت حركة الأخوان، بعد تأسيس أولى المستوطنات في شهر ديسمبر عام 1912 في الأرطارية، التابعة لقبيلة مطير بقيادة الشيخ عبد الكريم المغربي).
وبمساندة أيضا من أمير الكويت الشيخ( مبارك آل صباح)، الذي كان يدعمه بالمال والسلاح والجند، فكان يرسم له الخطط الحربية وهو في مدينته،
فغزى ابن سعود الرياض وكان شعاره( الملك لله ثم لعبد العزيز)،ذكر ذلك صاحب كتاب (تاريخ الكويت- عبد العزيز الرشيد)، فغزوته الرياض شبيه بطريقة خالد بن الوليد على مالك بن نويرة( في قصة يحكيها المؤرخون)،فقتل أمير الرياض( أبن عجلان)،وأحتلها في عيد الفطر سنة 1319هجرية.
وينقل لنا (د.فؤاد أبراهيم)،عن السيد دحلان، في كتابه( خلاصة الكلام في بيان البلد الحرام، القاهرة ص297 قائلا:( ولمّا دخلوا الطائف قتلوا الناس قتلا عاما واسترعبوا الكبير والصغير، والمأمور والأمير، والشريف والوضيع، وصاروا يذبحون على صدر الأم الطفيل الرضيع، وصاروا يصعدون البيوت يخرجون من توارى فيها، فيقتلونهم، فوجدوا جماعة يتدارسون القرآن فقتلوهم عن آخرهم حتى أبادوا من في البيوت جميعا).
كما ينقل( د)، عن السيد أبراهيم الراوي الرفاعي، في كتابه رسالة الأوراق البغدادية في الحوادث النجدية، تركيا1976،ص3( أن عدد من العلماء قتل في غارات الوهابيين على الحجاز من بينهم، السيد عبدالله الزواوي مفتي الشافعية بمكة المكرمة، والشيخ عبدالله ابو الخير قاضي مكة، والشيخ سليمان بن مراد قاضي الطائف،).
ويشرح المبعوث الفرنسي( دمنغو باديا أي بينج)،(أن السكان والحجاج لا يستطعيون سماع مجرد أسمهم دون أن تمتلك قلوبهم الرجفة بل أنهم لا يتلفظون أسمهم الاّ همسا)، هذا ما قام بفعله الملك عبد العزيز آل سعود محترما أتفاقية التحالف!
(انتهى الجزء الأول ويليه الجزء الثاني بعونه تعالى).
https://telegram.me/buratha