يبدو إن هناك أمور جديدة، وطارئة على طاولة الجامعة العربية، التي إنعقدت في مصر شرم الشيخ بنسختها الــ26، بحضور جميع رؤساء الدول العربية، ما عدا سوريا التي بقى مقعدها فارغاً، بسبب تعليق عضويتها من قبل الجامعة؛ وقد أتضح من خلال ما جاء به رؤساء الدول، وكلماتهم التي لا تدل على وعي، وإدراك فيما يدور من حولهم في العالم، وكأنما لا توجد مشاكل إقتصادية، وإنسانية، وإرهاب يهدد أمن المنطقة بالكامل، ويشظي السلم المجتمعي، ولم يكترثون إلى شعوبهم التي ترزح تحت ماكنة الموت، والفقر، والإرهاب..
هذه الأمور الجديدة، والطارئة في هذه الجلسة لجامعة الدول العربية بنسختها الــ 26، لم تكن ضد الكيان الصهيوني الذي أستباح العرض، والأرض العربية الفلسطينية، ولم يكن للإرتقاء بواقع المنظومة العربية، وتطويرها إسوتاً بالدول الأوربية على جميع الأصعدة، مثل التربية، والتعليم العالي، والتكنلوجيا الحديثة، ومواكبة العولمة الصناعية الحديثة، التي تصب في مصلحة الشعوب، أو تطوير المستوى العمراني، أو على الأقل الإرتقاء بالواقع المعاشي، الذي يعاني منه معظم الشعوب العربية..
جاءت هذه الجلسة في ظروف استثنائية، وأحداث محتدمة في المنطقة العربية، حيث تخلخلت أركان الحكام، والزعامات العربية، وأتضح أمرها لشعوبها؛ إن هذه الزعامات لا تمثل الشعوب العربية، ولا تحمي مصالحها، ولا تدافع عن كيانها، ووجودها، وإنما تريد أن تزج الشعوب العربية في محرقة تطال المنطقة برمتها، من أجل حماية" العوائل الحاكمة"، وساسة الدولار، وتنفيذ المشروع الصهيوني بأيادي متنفذة في المنظومة العربية..
هذه الشعوب التي أصبحت اليوم بيئة طاردة إلى حكامها، الذين لا يمثلونها بشكل حقيقي، وبدأت تستجدي الأمان من الدول الأمنة، بعد أن أصبح الحكام العرب في وأد، وشعوبهم في وأد أخر، ولا يمكن أن يسمع أحدهم صوت الأخر، بسبب غطرسة الحكام العرب، وأنظمتها الجائرة، التي هي السبب الرئيس بتخلفهم خلف شعوب الغرب..
إن غطرسة الحكم تؤدي إلى إفرازات غير صحيحة، وهذه الإفرازات التي نراها اليوم، هي وجود شرخ كبير بين الحاكم، والمحكوم؛ وبالتالي أصبحت الشعوب لا خيار أمامها، إلا أن تلقي بنفسها بأحضان الجمهورية الإيرانية" الشيعية"، كونها اكثر عدالة، ومصداقية، وحرية، وإحترام للإنسان...
https://telegram.me/buratha