المقالات

موقف المرجعية من حل النزاعات العشائرية خارج اطار القانون

989 17:28:44 2015-03-22

منذ زمان النظام البعثي وما قبله كانت توجد مشكلة في العراق هي فقدان الامن الاجتماعي داخل بعض شرائح المجتمع العراقي وهي تلك الشرائح التي تخضع لسلطة رئيس العشيرة . وهذه المشكلة ليست جديدة في المجتمع العراقي فهي قديمة قدم التسلط العشائري الذي اشتد وقوي بسبب الاستعمار الذي كان يريد السيطرة على المجتمع فسلط البعض على البعض الاخر من خلال سلطة ليس لها حدود ولا يحكمها قانون .

وكانت الانظمة التي حكمت العراق في القرن الماضي تعمل في العادة على ترسيخ القانون العشائري الذي يوفر الكثير من الاجواء المناسبة للحكام الظالمين حتى يمارسوا اعمالهم دون رقيب او حسيب .

وكان النظام البعثي من اكثر الانظمة التي ساهمت في ترسيخ هذه الظاهرة الاجتماعية الخطيرة حتى طمع البعض للحصول على صفة الشيخ في العشيرة من خلال مساندة الدولة واصبحت ظاهرة شيوخ التسعين علامة يعرف من خلالها البعض من ضعاف الناس امام المغريات التي قدمتها الدولة من اجل كسب ود بعض الاشخاص للسيطرة على بقية افراد العشيرة.

حتى انني كنت في منتصف التسعينات في سيارة للذهاب الى احد الاماكن وكان هناك احد شيوخ التسعين جالس في السيارة وكان بقربي احد الاشخاص الذين اعرفهم وفجاة التفت هذا الشيخ النسعيني قائلا لي : هل انت عاقل شاب في هذا العمر وتلبس العمامة الا تخاف على نفسك ؟؟!!!

فنظرت الى صاحبي الذي انصدم بالكلام وبقي محرجا لا يستطيع ان يرد حتى لا يعرف الشيخ التسعيني انه صديقي واخذ الخجل منه ماخذا كبيرا .
فنظرت اليه وهو محرج لا يستطيع ان يقول كلمة واحد للدفاع عني ضد هذا الشاب النزق الذي صار شيخا بمعونة حكومة البعث الظالمة وعندها التفت الى الشيخ الذي كان في حالة نشوة غامرة .

فقلت له بصيغة المتسائل : هل تعرف شخصا لا يخشى شيئا ابدا ؟؟؟
فسكت فجاة من شدة الصدمة من عودتي متسائلا من خوف وقال لي وهو يتلعثم : نعم .
فرددت عليه جازما وبسرعة : انه انا ولا احد غيري ... فسكت وقد عرف انه لا يساوي عندي شيئا ولو عاد الى سؤال مماثل سيسمع شيئا غير متوقع ...ونظرت الى صاحبي واذا به قد عاد الدم الى وجهه وهو يبتسم ابتسامة تكشف عن رضاه .
هكذا كانت القيمة تعطى لامثال هذا الشاب ليقول هذا الكلام وهو لا يخشى من سلطة القانون لتن القانون الظالم كان يحميه لانه تابع له .
واليوم عادت بعض الاحزاب المنحرفة لتلعب نفس اللعبة الشيطانية وهي التقوي ببعض المشايخ من ازلام البعث لكي تحصل على اصوات ابناء العشائر في الانتخابات وعادت الهدايا تبذل لهؤلاء كما كانت تبذل في الزمان البعثي بحجة عدم وجود قانون يجرم تقريب المنحرفين الذين يعيشون بين الناس كبارا وهو باعة للنفس والدين والموقف ...

وكانت الدولة تضرب بيد من حديد ضد الاشخاص الذين يسيئون الى الوضع العام في البلد وبطريقة وحشية الا ان الحكومة الحالية مضطرة للسكوت من اجل الاصوات الانتخابية , حتى وصل الامر الى ان تبقى الدولة متفرجة وهي ترى الناس تعاني من طيش بعض ابناء العشائر الذين لا يعرفون حدا يقفون عنده للحساب ...

ومن هنا كانت توصية المرجعية الدينية بوقف هذه التصرفات غير المسؤولة والتي تصدر من قبل البعض حتى لا يدفع الناس الابرياء ثمن التقصير الحكومي في واجب الدفاع عن ابناء الوطن.

وهذا أمر خطير جدا لا يصح استمرار السكوت عنه حتى لا نجد أنفسنا يوما أمام أكثر من جهة حاكمة وقاضية بين الناس فكيف اذا صارت الحكومة خصما للإنسان فمتى سنحلم بالعدالة ونحن نرى كيف تسعى الحكومة للحصول على قبول من قبل بعض الأشخاص الذين ليس لهم عند الله كرامة بل لأنهم يملكون اصواتاً يتحكمون بها في الانتخابات . 

ومن المهم جدا ان نقف طويلا امام مثل هذه المطالبات لانها لو لم تكن خطيرة الاثر لما وجدنا المرجعية تهتم بها وهي التي عودتنا على تشخيص الامور الخطرة والاهتمام بها وهذا ما اثبتته الايام الماضية ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك