قد تبعدنا حالات الصراع الحزبي الذي تعكسه حملات تسقيط إعلامي، عن قول الحقيقة أو الإبتعاد عنها والبقاء في دوامة ذلك الصراع المقصود.
إنّ تحديد ما يريد الشعب من المسؤول يقرّب المسافات ويسهّل عملية النهوض؛ إذ بمجرد معرفة تلك الإرادة وإتخاذها معياراً لمعرفة الكفؤ والأكفأ، سنصل إلى تحطيم ذاتي لفوبيا الشك أو الإتهام المسبق. في الغالب يكون الخطاب العلمي مضجر، ولا تستسيغه الناس؛ لرغبتها في إراحة عقولها، بينما تطرب الأفئدة لسماع الخطاب الناري الذي يستهدف العاطفة، وتجد أعقاب السكائر تملأ المكان، بعد أن إلتهبت القلوب بحميمية للخطيب!..لكنّ العقول هنا تملأ بالغموض لدرجة تفقد القدرة على التفكير بعلاج لمشكلة.
أصل المشكلة، هي طبيعة الرغبة في المواضيع التي تطرح؛ الأمر الذي جعل الناس تجافي صوت العقل وتنزح صوب مخدرات الحملات الإنتخابية. بيد أن الإصرار على إتباع المنهج يولّد حملة شعور تستهدف إسكات الصراخ بغية الإستماع بوضوح لنموذج البناء الذي ينشده الشعب.
عادل عبد المهدي، وزير نفط يسابق الزمن ولا ينافس الساسة؛ وهذا ما أعطاه أفضلية بدأت معالمها تتضح من خلال مقاربته بين النظرية التي يطرحها والمممارسة التي يسير عليها. لا شك إن التطابق بين النظرية والممارسة، يستحيل تحقيقه، فتبقى نسب الأخطاء الطبيعية والمؤثرات خارج الإرادة تزيد أو تنقص؛ لكنّ إحكام القبضة التنفيذية، يعكس دخول الدولة مرحلة الإستفادة من إمكاناتها في جميع المجالات. أبرز سمات الرجل، العمل بصمت، وهذا سيوّلد حالة من المقارنة الواعية تؤدي بالمحصلة إلى غلبة لمنطق الدولة الذي نجد ملامحه بوضوح في حركة وزير النفط العراقي.
بعد النصر المؤزّر على الإرهاب؛ سنحتاج لرجال بقامة عادل عبد المهدي، وهؤلاء يمثلون النموذج القادر على الخروج من حالات الضياع المتمظهرة بالشعارات..بعد الحرب العالمية الثانية؛ خسر ونستون تشرتشل رئيس وزراء بريطانيا الإنتخابات فيما فاز غريمه زعيم الحزب الإشتراكي، كان شعار الشعب الأنليزي حينها " تشرتشل رجل الحرب وقد كسبها، الآن نريد رجل بناء وإعمار وإقتصاد".
https://telegram.me/buratha