المقالات

الحرب ضد الارهاب في العراق ودور التحالف الدولي

1434 01:56:43 2015-03-13

يشهد العراق في هذه الايام انتصارات كبرى في معركته ضد الارهاب الداعشي ، ان المعارك التي يخوضها العراق الآن والتي تشارك فيها قواتالحشد الشعبي وقوات الجيش والشرطة الاتحادية وابناء العشائر العربية وكذلك البيشمركة مؤخراً تمتد على مساحة جغرافية شاسعة والمناطق التي يراد تحريرها في هذه العملية تصل الى 6 الاف كيلو متر مربع .

ان هذه المساحة الكبيرة تمثل تحدياً اخراً من تحديات المعركة والقوات الامنية ولله الحمد تتعامل مع هذا التحدي بجدية وحكمة ... انها حرب شوارع وتطهير مناطق ومسك الأرض وهي ليست حرباً عسكرية بين جيشين حيث تكون خطوط النار والتداخل واضحة ومحددة. اننا نخوض معركة صعبة من الناحية الجغرافية والديموغرافية ,حيث المساحات الشاسعة والتداخل الكبير بين المدنيين والمسلحين وحساسية القتال في الاحياء السكنية والشوارع وتطهير القرى المحيطة بالمدن ... وتامين خطوط الامداد بين القطعات المختلفة ...

في بداية المعارك كانت هناك شكوك كبيرة في قدرة قواتنا بجمبع مكوناته على التعامل مع الانتشار الجغرافي المعقد للمسلحين وفي تطهير هذه المساحات الشاسعة، ولكننا اليوم نجد ان القدرات اللوجستية والتعبوية قد تطورت بشكل كبير وأصبحت القوات قادرة على تحرير وتطهير مناطق واسعة من الارض في مدة زمنية قصيرة وقياسية و كل هذا وهذه المعارك تدار من قبل العراقيين وبدون تدخل عسكري من قبل قوات التحالف.
اننا اليوم بحاجة الى حشد سياسي واعلامي وجماهيري يوازي الحشد العسكري لمواجهة داعش لان تحقيق الانتصار يتطلب تكامل الادوار وما زال البعض يتعامل بطريقة خجولة في الدعم والاسناد في وقت ما بات فيه مجال للوقوف على الحياد وفي المنتصف لان عدونا واضح ومن يقف في المنتصف سوف يكون عرضة لتساؤلات عديدة.

ومن الضروري اليوم التركيز على دور العشائر في المناطق المغتصبة في عملية تحريرها مع تقديم الدعم والمساعدة من قوات الحشد الشعبي والقوات العسكرية الأخرى ... لأن اهل المناطق المغتصبة يعرفون جيدا الطبيعة الجغرافية لمناطقهم ويميزون بين أبنائهم المدنيين وبين المسلحين الإرهابيين المندسين معهم ... ويدركون جيدا حجم الدمار والوحشية التي مارسها الدواعش على أهلهم وذويهم ...
ان تلاحم العشائر العراقية الاصيلة في هذه المرحلة الحساسة من تاريخ وطننا يعبّر عن اصالتها وموقفها الحقيقي والصادق في حربها ضد الإرهاب الأسود الذي يعيث فسادا في مناطقها وعقول بعض أبنائها المغرر بهم .....

انها فرصة ثمينة لأثبات صدقية ووطنية وعراقية الكثيرين الذين لم تتوفّر لهم الفرصة من قبل ليعبروا عن موقفهم تجاه الإرهاب بالأفعال لابالأقوال . 
دور التحالف الدولي يتساءل الكثيرون عن دور التحالف الدولي في الحرب على الإرهاب في العراق ...
وهنا نقول :اننا لا نشعر بالجدية والفاعلية الكافية والمطلوبة للتحالف الدولي مقارنة بالهجمة الشرسة البربرية التي يتعرض لها العراق والعراقيون من قبل الإرهاب ....

عشرات الدول أعلنت انضمامها الى التحالف الدولي ضد الإرهاب ولكن من المؤسف ان تكون مشاركتها شبه رمزية وكأننا في استعراض عسكري !!!.... وليس في مواجهة ابشع تنظيم إرهابي عرفه التاريخ .... انهم يتحدثون عن جداول زمنية مخجلة !! لا تتلائم والقدرات العسكرية الهائلة لهذه الدول المشاركة في التحالف ... ان الإرهاب يستخف كل يوم بالتحالف الدولي و يرد على عملياته الجوية بالمزيد من التدمير للمواقع التاريخية والحضارية للعراق ومزيد من الضحايا العراقيين وحملات الإرهاب الدموي المنظم ...

نحن واثقون ان التحالف يستطيع ان يقدم المزيد من الدعم العسكري والاستخباري واللوجستي للعراق .. كما انه يستطيع ان يزيد من فاعلية عملياته وضرباته الجويةويدمر البنية العسكرية لداعش في اكثر من مكان ... ان هؤلاء الارهابيين اثبتوا بما لا يدع مجالاً للشك انهم ضد التاريخ والحضارة والإنسانية وانهم يدمرون الاثار بعد سرقتها وهناك الاف الضحايا الأبرياء الذين سقطوا منذ بداية هذه الهجمة البربرية وملايين النازحين ومئات القرى وعشرات البلدات المدمرة ، ومع كل هذا فان التحالف الدولي يتعامل مع الاحداث وكأنه نزاع عسكري مسلح ويخضع لقواعد الاشتباك وعامل الوقت !!.

الدور الإيراني 
كثيراً ما سمعنا احاديث وتساؤلات عن الدور الإيراني في مواجهة الارهاب ؟!... وهناك من ينظر بعين الريبة والشك لهذا الدور ...
أن الجمهورية الإسلامية الايرانية كانت اول من استجاب لطلب المساعدة الذي اطلقه العراق وعلى كل الجبهات ... ابتداء من حزام بغداد والى حدود أربيل وبدون شروط او تحفظات سياسية !! وفي الحروب فأن تقييم الموقف يعتمد على سرعة الاستجابة لطلبات المساعدة . وايران تدرك انها ستكون الهدف التالي لهذا الإرهاب اذا انهارت الاسوار العراقية لا سامح الله

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك