مبدأ الشورى، أكد عليه القرآن الكريم، في بعض آياته(وشاورهم في الأمر).
في الأيام الماضية، خرج علينا وزير النفط ببدعة، لكنها حسنة، حين جمع وزراء النفط السابقين، والوكلاء والخبراء، يستمع إلى تجاربهم السابقة، ولم يكتف بلقاء واحد معهم، بل جعله لقاءا دوريا كل شهرين.
علمنا أن الوزير، أخذ يسأل المسؤولين، ومدراء الأقسام في وزارته، ويطلب منهم أن يكتبوا له، عن أهم المشاكل في العمل، وتقديم الحلول، والمقترحات له مباشرة، فخرج بحصيلة جيدة، عن واقع وزارته.
تلك البدعة لوزير النفط؛ لأن أي وزير، لم يسبق أن فعلها من قبل، مع أن السيد عبد المهدي، يمتلك علمية وخبرة، في المجال الاقتصادي، لم تمنعاه من إستشارة أصحاب الشأن.
السيد عبد المهدي، يؤمن بالنظام الامركزي، ويجد فيه أفقا للنجاح، ومعارضا بشدة المركزية المقيته، التي فشلت في بناء العاصمة، فكيف بالمحافظات البعيدة عنها، وهذا ما لا يؤمن به، معظم المسؤولين، إن لم نقل جميعهم؛ لأنهم لا يرغبون، في منح جزء من صلاحياتهم، لصالح المحافظات المحرومة؛ نتيجة لتلك السياسة.
من هذا المبدأ، فالسيد الوزير يحاول تطبيق، ما يؤمن به عمليا، فانفتح على مجالس المحافظات النفطية،وحسب علمنا، أنه دعا إلى لقاء، يجمعه بتلك المحافظات في البصرة، وتلك خطوة في الإتجاه الصحيح.
في المؤتمر الصحفي الأخير للوزير، في لقاءه مع وزراء النفط السابقين، أعلن عن نيته عقد مؤتمر، يضم خبراء النفط، من خارج العراق؛ وذلك للإستفادة من الخبرات والعقول، سواء من داخل العراق، أو خارجه.
إن سياسة الإنفتاح، التي يتبعها السيد عبد المهدي، في المجال النفطي، سيكون لها أثرا، على هذا القطاع المهم، حيث تعتمد ميزانية العراق، على أكثر من (90)بالمائة على النفط، رغم أن تلك الحالة، تمثل خطرا على الإقتصاد؛ لأن أي طارئ يحصل للنفط، من إنخفاض أسعاره، أو توقف تصديره، أو مايحصل في بلدان الجوار، سنكون من أكثر الخاسرين، وما حصل للنفط، من إنهيار في أسعاره، خير دليل على ذلك.
من حسن حظ وزارة النفط، أنها حظيت بوزير خبير، ويستعين بالخبراء، وهذا ما يعطينا تفائل، بأن هذا القطاع المهم، يسير في الإتجاه الصحيح.
https://telegram.me/buratha