الدولة العادلة مشروع طويل الامد ولايمكن تحقيقه الابدراسة موضوعية وفق برنامج وضع لاعوام تتطلب الصبر والتضحية و تغلب لغة الحوار على لغة الدم التي اصبحت هي الغالبة اليوم في الساحة العربية والوطنية .
بعد سقوط سياسات متعددة في الاونة الاخيرة منها سياسات اسلامية كالاخوان المسلمين في مصر واخرى علمانية كالتي في مصر ايضاً والتي سبقت الاخوانية و سياسات قبلية في ليبيا ومحاربة في الخليج. فلابد من وجود سياسة وسطية تعنى بالاعتدال والاتزان بين جميع شرائح المجتمع قومياً و طائفياً و مناطقياً وعقائدياً وادبياً وثقافياً و مواطنياً . وحزبياً وتكتلياً .
فظهرت على الساحة نمطية جديده في مسارات العمل الإسلامي الحزبي السياسي كانت مغيبة او لاتجد فرصة لطرح المشروع او لاتجد من يصغي للحوار بسبب التخندق الطائفي لعقود من الزمن و الذي ترك بضلاله على المجتمع .
حيث تهدف هذه النمطيه الى إقامة الدوله العادله , وتمظهرت هذه النمطية باللاعنف , أو اللاإصطدام ,, ويمكن تشبهها كثيرا بما كان يطلق عليه عند مفكري الطاقة البوذيين بقوة : الماء الجاري .. حيث أن إنسيابية الماء مع هدوئها ونعومتها إلا أنها تستطيع أن تغير تضاريس عديده وتعيد تشكيلها ..
هذا النمط من العمل السياسي الحزبي نجده واضحا وجليا في مشروع تيار شهيد المحراب و معلناً بتحركات قائده السيد عمار الحكيم ولغة حواره التي دائماً مايسعى من خلالها احتواء الجميع وتفعيل رؤائهم .
والذي يهدف الى إقامة الدوله العصريه العادله من خلال إستراتيجيه بعيدة الأمد , تهدف الى زرع نماذج القيادة الصالحه من رحم اطياف المجتمع و في كل ثناياه , وإحداث ثوره داخليه هادئه يقاد فيها الوعي المجتمعي الى تبني طريقة الإختيار الصحيح والوعي الحذر , كأسلوب وكمنهج لمقاومة عوامل التخريب إذا لا قدر الله تعالى أريد لها أن تظهر .
أن المعركة التي سوف تدار ضد هذا المشروع ستكون أكثر عمقا من المعارك التي تدار ضد أحزاب النضال المسلح .. فالخصم سينظر هنا الى عدو غير واضح وغير مشخص بوضوح وغير معين بمكان يسهل مهاجمته لتعدد اطياف قياداته .
و مثل هكذا مشروع ينظر له الاخرون انه خيالياً ولايمكن ان تكتب له الحياة في مثل هكذا ظروف صعبه وحرجه , ولكن المتغيرات السريعة في الساحة تمكن للمستقرأ الزماني المستقبلي الصحيح ينبئ بظهور هذه القوة السياسيه الإسلاميه كنمط يصعب مواجهته مستقبلاً لائتساع ساحته الوطنية ونجاحاته التي ستترك بظلاله على المنطقة الاقليمية .
https://telegram.me/buratha