المقالات

مزارع الطماطم في الزبير!!

2497 01:22:35 2015-02-06

يعاني القطاع الزراعي العراقي من مشكلاتٍ تراكمت عبر أكثر من ثلاثةِ عقود من الزمان، حيث شكل استدعاء الأيدي العاملة أبان حرب الخليج الأولى بدايةِ هبوط الخط البياني للإنتاجِ الزراعي الذي تكاملت صورته المهينة في أعوامِ الألفية الجديدة حين برزت حاجة الأهالي في بلدٍ كان يشارَ إليه فيما مضى بأرضِ السواد إلى استيراد ( البصل ) و ( الخباز ) من بلدانٍ مختلفة!! 

وبخلافِ ما معمول به في بلادنا، تسعى بلدان بعضها تندر فيها المياه إلى تنميةِ واقعها الزراعي، إضافةً إلى إعدادِ خطط وبرامج لفتحِ أسواق جديدة لمنتجاتها الزراعية، فعلى سبيلِ المثال لا الحصر أعلنت وزارة الزراعة الأردنية أن حجمَ صادراتها من الخضارِ والفاكهة بلغت العام الماضي ما يقرب من ثمانمائة وثمانية وثمانون إلف طن، شكلَ السوق العراقي المرتبة الثانية في الدولِ المستوردة من مجموعِ خمسين سوق تصديري في مختلفِ انحاء العالم!!. 

واللافت للانتباهِ أن صادراتَ الأردن من الخضارِ والفاكهة ارتفعت بنسبةٍ وصلت إلى اثنى عشر بالمائةِ عن مجموعِ ما صدرته من الأنواعِ ذاتها في العامِ الذي سبقه، مشكلةً قيمة نقدية وصلت إلى أكثر من نصفِ مليار دينار أردني، بزيادةٍ قدرها أربعة عشر بالمائةِ عن القيمةِ النقدية المتحققة في العامِ الماضي، إلى جانبِ توجه إدارة الزراعة إلى اعتمادِ قنوات تصديرية جديدة من شأنها تطوير القطاع الزرعي، تتضمن التركيز على تصديرِ الأصناف ذات القيمة التصديرية العالية، فضلاً عن المحاصيلِ العشبية والطبية والعطرية التي أصبحت تغزوَ الأسواق الأوروبية والأميركية.

إن شلل مفاصل القطاعِ الزراعي في بلادنا، نتيجة لما يعيشه من تخلفٍ وتأخر، أثر بشكل سلبي على مجملِ الواقع الزراعي، فضلاً عن مساهمتهِ بزيادةِ كلف إنتاج المحاصيل الزراعية، ما أفضى إلى التسببِ بآثارٍ شديدة على الاقتصادِ الوطني، إضافة إلى اختلالِ مهمة البناء الاجتماعي، حيث أدى استمرار دخول المنتجات الزراعية المستوردة من بلدانِ الجوار وغيرها من دولِ العالم، إلى تسيدِ السوق المحلي والتسبب في المساهمةِ بإصابةِ المنتج المحلي بالكساد، مثلما هو حاصل في عمليةِ استيراد الطماطم عبر منافذنا الحدودية خلال موسم جني الطماطم المحلية، وبخاصة في مزارعِ قضاء الزبير غربي البصرة. وهو الأمر الذي أدى إلى تلفِ محصول الطماطم مخلفاً خسائر مادية جسيمة للمزارعين الذين تدهورت حياتهم، وأعلن كثير منهم هجرته وتركه الأرض التي اعتاد العيش فيها، في حين لم يجد من تبقى منهم سبيلاً غير التظاهر بمحاصيلهم أمام مبنى محافظة البصرة قبل أيام، تعبيراً عن الاحتجاجِ على دخولِ الطماطم المستوردة، وإغفال الحكومة مهمة حماية المنتج الوطني الذي يستوجب غلق المنافذ الحدودية. 

إن صيحات المزارعين في قضاء الزبير تفرض على حكومةِ البصرة المحلية الضغط على إدارة الزراعة للعمل على إعلانِ قرارات ملزمة بإيقافِ عملية استيراد المحاصيل الزراعية خلال موسم جني المحصول، فضلاً عن السعي لتبني برامج واعدة بمقدور آلياتها المعاونة في تهيئةِ البيئة الملائمة لتطوير مزارع الزبير التي انحسر عددها إلى ألفي مزرعة من مجموع عشرة آلاف مزرعة طماطم كانت عاملة قبل سقوط النظام السابق بعد أن أضطرَ كثير من المزارعين إلى تركِ مزارعهم في المدةِ الماضية بحثاً عن لقمةِ العيش، إلا أن هذا الأمر يبدو عصياً على مجلسِ محافظة البصرة جراء سفر سبعة عشر من أعضائهِ دفعة واحدة للمشاركةِ بورشة والتنزه في ربوعِ لبنان!!. 
في أمانِ الله.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك