لم ينكفيء الحكيم يوما، على حزب أو طائفه، بل كان قلبه واسعا، سعة العراق، ومنفتحا على الأصدقاء والأعداء، ولم يكن حتى على من حاربوه حقودا، فكسب قلوب كل العراقيين، إلا من كان في قلبه حسدا ونفاقا.
ذلك النفس الأبوي للحكيم، هو إستكمال لنهج المرجعية الدينية، ودورها الكبير في حفظ العراق، ودرأ المخاطر عنه، فكان دور الحكيم، هو إستكمال للنهج المرجعي، وخطابها الأبوي. لا يزال صدى، كلمات شهيد المحراب(قدس سره)في مسامعنا، وخطابه الحماسي، عند دخوله العراق( أنا أقبل أيادي المراجع واحدا واحدا)،فلم يكن السيد عمار الحكيم، بدعا من ذلك، بل سار على ذلك النهج، ولم يحد عنه.
تكلل جهد الحكيم، وخطابه الوحدوي، بعقد مؤتمر وطني للحوار بين الأديان، فضم الرئاسات الثلاث، والطوائف الدينية ووجهاء القوم، فصار بيت الحكيم، كأنه بيت مصغر، جمع كل العراقيين، بألوانهم وأطيافهم، وخرجوا بخطاب واحد، ينبذ الإرهاب الداعشي، والتطرف المذهبي، بعد أن تفرق العراقيون، وشتتهم السياسة والمصالح الضيقة.
حضي المؤتمر بتغطية إعلامية كبيرة، محليا ودوليا، حيث حضرت(50)فضائية، ونقلته(23)فضائية نقلا مباشرا، عدا آفاق وصاحبها المالكي! لم يرق لهم، أن يجتمع العراقيون جميعا، برعاية الحكيم حسدا وبغضا.
لم نألف في السنين الماضية، عقد هكذا مؤتمر وطني موسع، بعد أن كانت المصالحة والحوار الوطني، تقتصر على وزارة المصالحة الوطنية، فتحولت الى "مصارعة وطنية"، بين الأطراف السياسية، فكانت النتائج، إنهيار أمني وشرخا مجتمعي، يحاول المصلحون إصلاح فساد السياسيين، وعبثيتهم في الحكم.
يستكثر بعض، من سياسيوا الشيعة، المحسوبين على الحقبة السابقة، على السيد عمار الحكيم، رئاسة التحالف الوطني، ويطرحون منافسا له، لم يحصل على أكثر، من(37)صوتا في البرلمان، حين رشح كوزير للسياحة هو الأديب، فأين الثرى من الثريا!.
لقد أثبت عقد هكذا مؤتمر وطني موسع، أن الأغلبية الشيعية، قادرة على لم شمل العراقيين، وتوحيدهم على كلمة سواء، وهي رسالة بليغة لكل العالم، بأن العراقيين جميعا، متوحدون ومتعايشون، ينبذون الإرهاب والتطرف، عدا القلة القليلة، الذين باعوا شرفهم ووطنهم للغرباء، وأرتضوا لأنفسهم الذلة والمسكنة.
https://telegram.me/buratha