المقالات

المرجعية والتحذر من تكرر الاخطاء السابقة

1066 19:25:41 2015-02-05

ان الانتخابات التي جرت في الاشهر الماضية كانت مفصلية بالنسبة للمرجعية الدينية في النجف الاشرف لانها كانت تشعر بخطورة الوضع الذي وصلت اليه البلاد نتيجة العلاج غير الصحيح للمشاكل التي واجهتها البلاد خلال السنوات القريبة الماضية .

وقد ترجمت المرجعية موقفها الرافض لهذه الاوضاع عن طريق اغلاق الباب امام السياسيين المعنيين بهذا الملف بعد ان بذلت قصارى جهدها في النصيحة ولم تجد استجابة واضحة من قبل الحكومة .

وقد حاول عدد من السياسيين غير المعنيين بهذا الملف ان يحصلوا على لقاء مباشر من خلال ارسال بعض الرسائل لجس النبض فجاءت الاخبار ان المرجعية لا تفرق بين الجميع لانها تعتبر نفسها حالة ابوية لجميع الموجودين ومن كل الاطياف فهي تمتعض من تصرفات الشيعي بنفس الدرجة التي تمتعض فيها من تصرفات بقية المذاهب والاديان لان همها الاول والوحيد هو ايجاد سبيل التعايش السلمي بين الجميع ولا يمكن الحصول على هذه الغاية الا من خلال التعامل المتوازن مع الجميع من دون نظر الى خلفية الانسان الفكرية .

وكانت خطب الجمعة بعد ان شكلت الحكومة الجديدة قد تضمنت بعض التنبيهات على وجود خلل في التعامل مع بعض الملفات العالقة من الحكومة السابقة والتي لا يمكن ان يغض الانسان النظر اليها خصوصا مع تدهور بعض الاوضاع المرتبطة بكثير من هذه الملفات .

وكان الجانب الاقتصادي المرتبط بالموازنة قد شغلت حيزا كبيرا من اهتمامات المرجعية الدينية لان هذا الملف مرتبط باكبر شريحة من المجتمع العراقي وهي شريحة الفقراء والمحتاجين واصحاب الدخول المحدودة.

وقد تدخلت المرجعية بشدة في هذا الملف من خلال المطالبة بالاسراع في حسم اقراره تارة ومن خلال الدعوة الى الاتفاق على نهج صحيح في اختيار الفقرات التي تعطي نتائج ايجابية على مستوى رفع الحاجات الاساسية لهذه الشرائح المهمشة قديما وحديثا .

ووصل التدخل الى حد المطالبة بتحديد بعض الفقرات المهمة التي وقع الكلام فيها ولم يصل الى نتيجة واضحة وهذا ما حصل بالفعل وتم اقرار الموازنة التي كانت تشغل بال المرجعية منذ ان ظهرت اثار عدم اقرارها على المشاريع المهمة عموما وعلى حياة الفقراء خصوصا لان الدولة العراقية لم تفكر يوما باتخاذ تدابير مناسبة لتكون بديلا عن المنبع الاول في موازنة البلد من خلال الاعتماد على مصادر اخرى .

وطالبت المرجعية بالفعل ان تهتم الحكومة بالقطاعين الصناعي والزراعي من جهة وبالاستثمار من جهة اخرى خاصة وان هناك بنية تحتية لعدد من الصناعات المهمة في البلد وهي لا تحتاج الا الى عملية تاهيل غير مكلفة بدل البحث عن حلول تحتاج الى زمن طويل لكي ترى النور .

وهكذا الحال بالنسبة للجانب الزراعي فان الدولة افقدت الزراعة قيمتها من خلال عم الاهتمام من جهة والدعم ومن خلال الاعتماد على سياسة جلب البديل المستورد الذي لا يضاهي في كثير من الاحيان المنتوج المحلي وهذه مسالة لا يفسرها الا وجود اغراض خفية وراء مثل هذه الحلول غير المنطقية .

ومن خلال هذه التوجهات جميعا ترى المرجعية ان زمن الاعتماد على الاشخاص او الاحزاب قد ولى وان الزمن الذي مر خلال السنوات العشر الماضية كشف بوضوح قيمة الادعاءات التي قطعتها بعض الاحزاب على نفسها وتبين كيف ان البعض منها كان يؤسس لمنظومة فساد كبرى لا زال البلد الى هذه اللحظة يرزح تحت وطاة تاثيرها وهذا ما لمسه الانسان العادي من خلال الصفقات المشبوهة ومن خلال الحلول غير المنطقية .

والرسالة يبدو بانها قد وصلت جميع ابناء الشعب وهي ان المرجعية ليست منحازة الى جهة ولا تريد لجهة ان تنحاز بالبلد لان هذه الامور ليست في الصالح العام للمواطنين جميعا وان الحل لمشاكل البلد الاقتصادي وغيرها هو النزاهة الفعلية او المطالبة بوجود النزاهة اذا فقدت وان السكوت لن يوصل هذا الشعب الى حقوقه ابدا .

ويبدو من خلال الخطب المستمرة في كل اسبوع ان نهج الاصرار على هذه المطالب مستمر ولن يتوقف حتى الوصول الى الاهداف المنشودة وظهر ذلك واضحا في قضية التصدي للفاشلين في الحكومة السابقة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك