مر من الدهر فصل بأرض العراق، حكم فيه اللسان وتحكم؛ حتى قال بعض من السذج، وكثير من البلهاء، إن هذه النائبة- ذات اللسان الفتيل- تعدل ألفا من الرجال، لا لشيء إلا لسلاطة في لسانها، وسخف في بيانها.
التعتيم الإعلامي الذي مارسته حكومة المالكي، للإجهاز على أنجازات ومآثر الآخرين، والتشكيك بنواياهم الحكيمة، وممارساتهم السليمة، والعمل على تسقيط رجالاتهم؛ ولد حالة من الرفض والغضب الذي دفع بكثير من الناس البسطاء، إلى إتهام الشرفاء، والمخلصين، وإنكار ما لهم من الجهود، والفضل، والشرف، والمساهمات الجليل والفاعلة ، في المحافظة على وحدة البلاد، وضمان أمنها وسلامتها.
( يمعود كلهم حرامية).. أصبحت هذه العبارة خاتمة لكل نقاش وجدل، عند الخوض في عملية تقييم للإداء الحكومي؛ عندما يقوم كل من هؤلاء الخائضين بمدح صاحبه، وفق المثل الشعبي القائل( كلمن يدني النار الرصته).
حرص كثير من سياسيي اللحظة، ومنتهزي الفرصة، على تنمية وتعميم مثل هذا السلوك- التذمر ولعن كل ماهو حكومي، أو سياسي- هو السلوك السائد، كي يتمكن هؤلاء الطارئون من الإختباء، خلف السياسيين النجباء، والتخفي بين الوطنيين الشرفاء، وتشويش الصورة، أمام نظر العامة من الناس؛ حتى يصدق عليهم قول المثل الشعبي( أبتر بين البتران). لم يكن في حساب هؤلاء المتسلقون، أو إنه قد غاب عن أذهانهم السقيمة، وأفكارهم المريضة، إن شمس الحقيقة لا يمكن حجبها، حتى وإن جاءوا بغرابيل الدنيا كلها.
عندئذ.. سطعت شمس التغيير، وأرسلت خيوط أشعتها، تتخلل أماكن الظلام، وخفايا اللئام، وأماطت عن الحقيقة اللثام، حينها برز الشرفاء، بمشروع لبناء دولة، وتثقيف شعب، وخدمة مواطن، وصنع قادة، ووحدة وطن.
كان من نتاج هذا المشروع: تصحيح المسار السياسي، وإصلاح هنات وعثرات الإداء الحكومي السابق، ورفع العصي التي وضعتها حكومة المالكي، قي عجلة بناء حكومة إدارية منظمة، تتجاوز كثيراً من الروتين الإداري، والتعقيد المركزي، وقد تجسد ذلك، بسحب الطعن بقانون 21- قانون المحافظات غير المنتظمة بإقليم- المقدم من قبل المالكي.
على السيد العبادي أن يلتفت إلى نقطة جوهرية وحساسة جداً؛ وهي إن مشروع الدولة العصرية العادلة، إنما هو ثمرة لجهود مضنية، وتأريخ حافل بالجهاد، وإنه قد قدم إليه، على طبق من ذهب، مع إستعداد تيار شهيد المحراب- صاحب المشروع- لتسخير كافة الإمكانيات ومساعدته في بلوغ الرفعة والمجد، بتحقيق حلم المواطن العراقي، بقيام عراق حر، آمن، موحد، وذو سيادة وطنية، وإرادة مستقلة.
ما دامت حركة السيد العبادي الإصلاحية، في حدود هامش المساحة الوطنية، وضمن الأطر الكفيلة بتحقيق وضمان المصالح العامة للشعب، فإنه سوف يحوز قصب السبق، بوجود حكومة، تمتهن الشرف، وتتخذ من النزاهة جلباباً، وتقايض الجهد بالإنجاز.
https://telegram.me/buratha