حزب الدعوة الإسلامية، هذا الحلم الذي عاش كثير من مظلومين الشعب العراقي، يتمنون تصديه للحكم، ليحقق الأهداف التي أعطى من اجلها التضحيات، ظل حلم يراود أغلبية الشعب العراقي، أن يطول عمره ليعيش سنوات تحت حكم الدعوة، التي نظر لها الشهيد محمد باقر الصدر، وأسسها الشهداء محمد مهدي الحكيم ومحمد باقر الحكيم والشيخ طالب الرفيعي وآخرين.
حكم الدعوة التي كان أعضائه يجمعون، أضافه للحق الشرعي في أموالهم، تبرعات لغرض تمويل عمل الحزب ومساعدة الفقراء والمعوزين، الدعوة التي قرر أعضائها الاستغناء عن أي شي كمالي في حياتهم، ودفع ثمنه للمشاريع الخيرية.
الدعاة الذي كان كل منهم مدرسة متنقلة، تحمل الأخلاق الحميدة والفقه، ليوزعها على كل من يلتقيه أو يجالسه، لذا كانت هناك مدارس تجوب المدن، عبارة عن أفراد من حزب الدعوة، حزب الدعوة الذي أعطى كل شيء، لأجل الارتقاء بالأمة إلى الإسلام، وتخليصها من ربقة وسيطرة الجهل والتخلف.
حزب الدعوة يعني قبضة الهدى، وأولئك الرجال الذي فضحوا المشانق، وابكوا الطاغوت بصمودهم، حزب الدعوة كانت يمر على مسامع أغلبية الشعب العراقي كنسمة في صيف غائض.
لذا بعد التغيير كان الشعب يبالغ في أحلامه، لما عرفه عن المعارضين وما اكتنز في مخيلته عن الدعاة المهاجرين، طلبا لحرية التدين، ومنطلقا لتحرير البلد، عاد الدعاة وتصدوا للمسؤولية، اختلطت الأوراق وارتدى كثيرون رداء الدعوة، حتى عتاة مجرمي البعث، ليستثمروا هذا الرداء والانتماء، للحصول على المناصب والمواقع الرفيعة، حيث شكل هؤلاء مع من اندس مسبقا بجسد الدعوة، ليشكلوا لوبي أول ما ضرب قيم واسم الدعوة، الذي شخصن كل شيء فيه، فأصبح الدعوة يعني المالكي. ليصبح الدعاة غرباء في جسد حزب دعوة المالكي ، وعلى هذا الأساس كانت تهب المواقع، لمن هو أكثر ولاء لشخص المالكي لا لحزب الدعوة، لتصل الأمور أن تكون نكرات بعثية صدامية، طالما شتمت الدعوة والدعاة تتحدث باسم الدعوة وتدعي القيادة فيه، فكانت الفتلاوي ونصيف وصخيل وابو رحاب والصيادي، وغيرهم أسماء تتحدث أو تدعي الانتماء للدعوة.
اليوم حيث حصل التغيير، ينبغي القيام بحملة لغرض إعادة الدعوة وفرز الدعاة بدقة، وتشذيب الدعوة من العوالق التي ملئت جسده، سواء قبل التغيير أو بعده، على ضوء هذا يتم منح المواقع والمناصب، والإبقاء أو تغيير من تولى منهم المناصب سابقا، عندها سيطالب الشعب ويرفع صوته، بأن لا تغيروا الدعاة عن مواقعهم، لكن الإبقاء على كل من ادعى أو عين بناء على ولائه لشخص الحاكم السابق هكذا إجراء لا يقل بأي حال من الأحوال، عن ما لحق بالدعوة من ظلم على يد المالكي.
نريد أن يتصدى الدعاة أنفسهم لمفاصل الدولة، لا بعثيين بلباس دعاة، لان النتائج في كل الأحوال لن تكون في صالح الدعوة ولا في صالح العراق، خاصة وان هناك أنباء ترددت عن تعهد ألعبادي في اجتماع لحزب الدعوة، بعدم تغيير المسئولين من الدعاة، ممن تم تعيينهم في زمن المالكي، نخشى أن يعني هذا إن الرفيق علي الشلاة وراجحة الأميري وغيرهم من الأسماء، سيبقون في مواقعهم، وهذه جريمة بحق العراق والدعوة لن يغفرها التاريخ للدكتور ألعبادي أن أقدم عليها...
https://telegram.me/buratha