المقالات

جرح البعث لا زال غائراً في جسدي فلاتوقظوه ؟؟؟!!

993 01:11:30 2015-01-01

فتحت عيناي فوجدت اللباس (الخاكي) ومصطلحات( رفيق) و (الاستاذ) كلمات لابد ان نتلفظها حينما نخاطب مرتدي هذا الخاكي فكان الرفيقُ استاذاً ولكن ليس بالضرورة ان يكون الاستاذ رفيقا ورغم صغرنا وصغر احلامنا البسيطة في حينها الا ان هذا البعض من الاساتذة ( الرفاق) حولوا مدارسنا الابتدائية الى معسكرات للتدريب واصبحنا من حيث لانشعر نلبس هذا الخاكي على صغرنا باسم (الطلائع) ليكبر معنا ومع احلامنا الصغيرة الضائعة ليتسمى باسم آخر الا وهو (الفتوة ) وأي فتوة هذه أنها عبارة عن فتيان ترتدي اللباس العسكري المخطط وهي تركض وتهتف بحماس الفرسان الغلاظ ( طالع لك يعدوي طالع ,,, من كل بيت وحارة وشارع)

ومع محدودية مداركنا في حينها فكنت التفت يميناً وشمالا لعلي ارى هذا العدو الافتراضي المزعوم ولكني لاجد ضالتي المنشودة وهو (العدو )فاترك الاجابة لقادم الايام لعلها تجيب عما يكتنز نفسي من اسئلة بدأت تكثر وتكبر معي, وما أن نتحول للدراسة الثانوية لنرى الخاكي وقد تحول الى لون ( سادة ) اي غير ( مرقط )وقد تحول الى لباس (مودة ) يلبس من البعض لاظهار شيء ما داخل نفوسهم !! ولهذا اللباس اضيف ( المسدس ) لنرى دخول ( الرفيق الاستاذ) الى باحة الصف بسلاحه ليشرح لنا مبادئ واهداف الحزب ( القائد ) ومسدسه في حزامة العسكري (النطاق ) لينقلك من أجواء الدراسة الاكاديمية المدنية الى أجواء محاضرات الكليات ليسمعنا كلمات لم نكن نعهدها فبعدما كنا ندرس بان عدونا هو الكيان الصهيوني الذي غرس في قلب أمة العرب , راح الرفيق الاستاذ يخبرنا بأن عدونا هو الفرس المجوس الذين يريدون أحتلال العراق وضمه الى فارس , يا آلهي بلد يبتلع آخر ؟؟ كيف يحصل ذلك وهل نحن في شريعة الغاب !! وتمضي أشهر عدة لتتغير الاجواء السياسية فجأة ,يا آلهي بدأ التلفاز تتحول برامجه المعتادة الى برامج تقرع فيها طبول الحرب وراح الشعراء يتبعهم الغاوون يُنظمون الكلم كيفما يشاؤون ويحرفونه عن مواضعه !!كيف لا ونحن قد بان عدونا الذي كنا نبحث عنه في (كل حارة وبيت وشارع ) ليطلق العنان للحرب وفق أنشودة ( وأحنه مشينه للحرب ,,, عاشك يدافع عن شرف محبوبته ) لنفكر طويلاً ما الاسم الذي يليق أن نطلقه على حربنا هذه ؟؟

آه نعم ( قادسية صدام ) كيف لا ما فرق سعد عن قائدنا صدام فكيف بسعد قد سمى الاولى بأسمه ولا نسمي الثانية بأسم ( قائدنا ) للنغمس في صراع طويل مع الموت الذي جاء على شكل قوافل من التوابيت المرصعة بالعلم العراقي لنزفهم الى مقابرنا التي أصبحت عامرة بفضل مجالس العزاء التي تقيمها أمهاتنا هناك .وراحت هذه الحرب تقطف الارواح كما يقطف البستاني آزهار الصباح اليانعة , ومن رفض التوجه الى حتفهفي جبهات القتال , انتخى جاره الرفيق ليذهب به الى مقر الفرقة ليعلق على مشانق الموت أذا ما اعدم رمياً برصاصات قد اخذ ثمنها من ذوي هذا (الخائن ) الذي لم يرضي جبروت القائد الذي لايفرح الا مع أراقة الدماء وتشيع الجنائز وعويل الاطفال وبكاء الثكالى من الامهات , وبعد أعوام الدم هذه دخلنا في أعوام جدب وفاقة حتى بتنا نبحث عن رغيف الخبر لسد رمق جوعنا الذي طال بسبب الابواب التي اوصدها بوجهنا اشقاؤنا وأبناء عمومتنا الذين غرروا بنا قبل حين وأدخلونا بحرب حاربنا عنهم بالنيابة لنحمي البوابة الشرقية !! ولكن نحميها من من ؟؟

نعم نحميها من الفرس المجوس لنستعيد أمجاد اجدانا في قادسية جديدة , ولنترك ( الكيان الصهيوني ) ولو بعد حين لتكون معهم منازلتنا الكبرى ولكن ونحن نعاني الحصار الذي فرض علينا لاننا غزونا دولة شقيقة وأردنا أبتلاعها كما تبتلع الافعى كناري صغير ولكن سيدنا الكبير اخرج الشقيقة من بين اسنانا ولم يسمح لنا بأبتلاعها لتفتح علينا أبواب جنهم قصف طائرات وصواريخ ومجاعة قل نظيرها وكأنها ( شعب أبي طالب )ورغم تصاعد اصواتنا بالنجدة مما نحن فيه الا ان المجتمع الدولي ومنظماته الانسانية المتعددة لاذت بصمت مطبق ليعطي لجلادنا رسالة واضحة لينفذها الاخير مداهمات واعتقالات وزج في السجون والمعتقلات , ليأتي عام 2003 ليكتب لنا الاب الكبير سيناريو التغيير ليسقط فيه الصنم وينصب بديلاً عنه اصناماً متعددة بدل الصنم الاوحد وبعد أن كنا متوحدون في عبادتنا لذلك الصنم تفرقنا ليعبد كل فريق صنم صنعه لنفسه ليستمر النزيف وتظل المعاناة لانظر في المرآة التي أمامي وأرى رأسي قتل أشتعل شيباً ولكن مازالت هتافات ( طالع لك يعدوي ) ترن في أذني !!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك