المقالات

شتان بين العبادي والمالكي

838 21:15:09 2014-12-30

-1-

اذا كانت (آلة الرئاسة سعة الصدر) كما قال أمير المؤمنين الامام علي بن ابي طالب (ع) فانّ قرار د. العبادي في اسقاط الدعاوى القضائية المقامة على رجال الصحافة ، يأتي متناغما مع هذا المبنى السليم .
انك تستطيع ان تقلع الشر من صدور الآخرين اذا ما قلعتَه من صدرك..!
على أنَّ الرأي الآخر ليس شرّاً على الاطلاق ...
-2-

وتجلّى للجميع عبر الأيام المائة الماضية أن د. العبادي ليس مأزوماً نفسياً ، وانه رجل عقلاني وطني، منفتح على كل القوى الفاعلة في العراق، من قادة دينيين ، وزعماء سياسيين ، وأكاديميين ومثقفين ، ورجال اعلام وصحافة ومواطنين ...
وبهذا الانفتاح استطاع احراز النجاح ، رغم كثافة المصاعب والعوائق ، والمحاولات اللئيمة التي لم تنقطع لايصاله الى طريق مسدود ..!!
-3-

إنّ الامام الصادق (ع) فيما روي عنه يقول :
{ أحب اخواني اليّ مَنْ أهدى اليّ عيوبي }
وحاشاه من العيوب ...
انه ارادنا ان نستقبل النقد البنّاء ، كما نستقبل باقة الورد المهداة الينا، ذلك أن النقد البنّاء لايخرج عن كونه إصلاحا للمسار ، وتقويماً له .

-4-

وكاتب السطور ، استمع مرّة الى متحدث في حفل تأبيني ، تناوَلَهُ بِذِكْرٍ سيءٍ لا يمت الى الحقيقة بصلة، مما اضطر المسؤول عن ذلك الحفل انْ يكتب ورقة الى عريف الحفل يقول له :
إنّ ما طُرح لا يُمثّل وجهة نظر المؤسسة المقيمة للاحتفال، وانما يمثّل وجهة نظر قائِلِه فقط ..!!
وهنا انتفض أحد أصدقائنا وهو طبيبٌ لامع صاحبُ مكانةٍ متميزة وجاءني قائلاً :
ما رأيك في أنْ أَرُّدَّ عليه ؟
قلت :
اتركْهُ ، ولا تُعر كلامه اهتماما ...
وتسألني الآن :
لماذا ؟
هل كان ذلك لتغليب النزعة الأخلاقية وما تقتضيه من تسامح وعفو فقط، أم كان لدواعٍ أخرى أيضاً ؟
والجواب : 
انك حين ترّد عليه ، توفر الفرصة لكّل المستمعين أنْ ينقلوا ما قال وما قيل في الرد عليه لمن لم يكن حاضراً في الاحتفال ..
وهذا يعني :
انك تريد ان ينشغل الناس بالقال والقيل ، والادعاءات الممزوجة بالأباطيل .!!
وهذا أمر واضح البطلان ...
-5-

وبصراحة :
انّ اقامة الدعاوى القضائية على رجال السلطة الرابعة، ينطلق من خلفية معيّنة، وقضايا مركوزه في ذهن صاحب الدعوى .
انّ تصورات "المسؤول التنفيذي المباشر " عن نفسه ، وعن قدراته وملكاته ومواهبه وانجازاته هي التي تدفع به الى اقامة الدعوى على الاعلاميين المخالفين له .
انه يعتبر " الأقلام " المضادة له كالسهام ...
وانها بَدَلاً من أنْ تلمّع صورته ، وتكرّس وجوده في وجدان الناس ، تعمد الى تسليط الأضواء على فشله، وكشف الثغرات والمواخذات الكثيرة التي تكتنف مسيرته ...
وهذه هي الخطوط الحمراء عند ذوي النزعة التسلطيّة التي تأبى ان تُمَسَّ بشعرة ، لانها فوق الشكوك والشبهات ...!!
-6-

انّ قواميس الاخلاق تشير الى أنَّ الوضع الأمثل لمن يُساء اليه ان لايكتفي بالتسامح والعفو بل بمقابلة الإساءة بالاحسان ..!!
ولا يتنازع اثنان في أنَّ مُقيم الدعاوى على رجال الإعلام ، لو عمد الى ذلك ، لأستطاع ان يتفادى النقد الساخن الذي لم ينقطع حتى بعد انتهاء ولايته ، ولن ينقطع أبداً، حيث لم يُصدر منه ما يدّل على الاعتراف بالخطأ، فضلاً عن الاعتذار عما سببّه للبلد والمواطنين من أزمات وويلات ...
-7-

انّ رجل الدولة لابُدَّ ان يتميّز بقدراته على الاستيعاب والإغضاء ، كما قال الشاعر :
ليس الغبيّ بسيد في قومه 
لكنّ سيد قَوْمِهِ المتغابي 
وعليه أيضا :
أنْ يُتقن فَنَّ الاصغاء الى الآخرين ، والانتفاع بطروحاتهم، بَدَلَ المسارعة الى معاقبتهم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
سامي جواد كاظم
2014-12-30
صدقت
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك