سياسة أمريكا مع العراق تشبه الى حد بعيد سياسة الوزغ ابن الوزغ مروان بن الحكم مع الإمام علي، فهي تطلق صاروخا مع هذا الطرف وتزود صاروخا للطرف الأخر وتردد ..أين ما أصاب فتح،وهو بالضبط ما كان يفعله ابن الوزغ. وأمريكا في توجهاتها الغامضة مع العراق نتاج طبيعي لسياستها وإستراتيجيتها العامة القائمة على خلق الفوضى وإشعال الحروب والفتن في المنطقة من اجل ان تكون هي المنقذ والمخلص وبالشروط التي تريدها لا التي يريدها الطرف الأخر وحتى لو قبلت بشروط الطرف الأخر فان لديها من الخطط والمناهج والدسائس والمؤامرات ما يجعل ذلك الطرف يدفع الثمن باهضا.
أمريكا دخلت العراق بعد الإطاحة بصدام فقرر العراقيون إخراجها من الباب فقبلت ان تخرج بكل تواضع ورحابة صدر لكنها عادت من الشباك هذه المرة عن طريق داعش وبحيلة ولعبة مكشوفة اسمها التحالف الدولي لتفرض شرطها التي تريدها بعد ان عجزت ان اخذ ما أرادته في الجولة السابقة.
أمريكا غير معنية في حسابات الوقت والمال بدرجة كبيرة وغير معنية بعدد مرات الفشل لأنها في النهاية ستنجح وعندما تنجح ستأخذ كل ما خسرته في جميع مراحل فشلها،وهي لن تلوم نفسها حتى لو فشلت مرة أخرى مع العراقيين بقصة وجبروت داعش.
أمريكا ستدحر داعش لكن ليس في الوقت الذي يريده العراقيين بل في الوقت الذي تريده هي واقرب وقت يلاءم حسابات البيت الأبيض سيكون بعد عامين وهي فترة الانتخابات الرئاسية واوباما حريص جدا على ان يكون داعش هو الورقة الرابحة وصك الضمان الذي سيبقي الديمقراطيين أربعة مواسم أخرى في البيت الأبيض كما جدد مقتل بن لادن فترة حكم اوباما الثانية.
الحكومة العراقية وقيادات الحشد الشعبي ليس بغفلة عما يقوم به الأمريكان من تصرفات غبية ويعرفون جيدا ان أبناء العم سام غير جادين في حملة القضاء على الدواعش الا ان العراقيين يعتقدون ان وجود الامريكان معهم وخاصة بغطائهم الجوي أفضل من بقاء الأمريكان خارج دائرة التفكير العراقي او خارج حملة الاشتراك في القضاء على داعش لانهم عندها سيكونوا كليا مع داعش وهذه مهمة عسيرة وشبه مستحيلة على الحكومة والشعب العراقي.
العراقيون يعلمون ان الأمريكان لو كانوا على قدر الجدية في محاربة الإرهاب لانتهى داعش من الوجود خلال ايام وبقرينة قصة الرسامة العراقية ليلى العطار التي قتلها الأمريكان بصاروخ في غرفة نومها بينما يعجز الامريكان عن استمكان استعراض لداعش يضم ألاف السيارات والمعدات العسكرية وفي الهواء الطلق.
المواجهة مع داعش متوقع لها ان تنتهي عراقية خالصة وخارج إرادة وحسابات الامريكان بعد ان اثبت أبناء الحشد الشعبي وأبناء القوات الأمنية والبيشمركة أصالة انتمائهم وقوة إرادتهم في قهر العدو والتغلب على الصعاب وبذل الغالي والنفيس من اجل تطهير كل شبر من الأراضي العراقية والانتقام للدماء الغالية التي سفكها شذاذ الأرض وللإعراض الطاهرة التي انتهكها أولاد البغايا.
داعش لن يكون جواز مرور الديمقراطيين إلى البيت الأبيض للمرة الثالثة على التوالي لان أبناء العراق من أبطال الحشد الشعبي وقواتنا الأمنية قرروا إنهاء داعش وقبل بدا حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية بزمن بعيد.
https://telegram.me/buratha