المقالات

كيف لي أنْ أحتفلَ بالعام الجديد ؟؟!!

1020 01:26:03 2014-12-27

من حق شعوب العالم بأسرها أن تحتفي بمناسبتها التي تدعو الى الفرح والغبطة وهذا حق كفلته لها قوانين البشرية .. أقول من حقها أن تحتفلَ لتعبر عما مكنون بدواخلها من غبطة لتعبر عنها كيفما تشاء , فهناك شعوب تعمل مغامرات مخيفة وأخرى تعمل كرنفالات ملونة راقصة تعلوها زغاريد بريئة تدعو الى المحبة والوئام والسلام بين بني البشر الذين كرمهم الله تعالى فجعلهم سادة المخلوقات فسادوا الكرة الارضية وعمروها وبنوا فيها من الحضارات ما أصبحت مناراً تتعلم منه الاجيال اللاحقة دروساً في الفن والعمارة والعلوم الانسانية الاخرى , ليأتي الاسلام الحنيف فيجعل للحياة دستوراً مقدساً الا وهو القرآن الكريم ليسير الناس على هديهه ويقتبسوا من تعاليمه الحنيفة ليظل هذا القرآن مع الزمن جديداً متجدداً يكتشف العلماء منه في كل يوم حقيقة علمية لم تخطر ببال أحد , ومع ما أحاط به القرآن الكريم من علوم واسعة تنفع للدارين الاولى والاخرة الا انه كان يؤكد على الانسان بأعتباره قيمة عليا وهدفاً سامياً يجب أن يٌحترم فجاءت أيات بينات في هذا المعنى  ( ولقد كرمنا بني أدم) ومع التكريم جاءت حرمة الدم ,قال تعالى ( من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ... ) ومع هذه الايات البينات التي أكدت على حرمة دم الانسان وحفظ آدميته الا اننا نفاجئ بمن يرفع لواء الاسلام ظلماً وبهتان ليقتل بأسم الدين كل من هي ودب , من أخطأ ومن لم يخطأ , من كان من الملة أو ومن خارجها ,

من كان من هذا المذهب أو ذاك , أو من هذا الدين أو غيره , كيف لا وقد تحول العراق الابي الشامخ الى ( دولة خلافة ) لينصب فيه كل أبن زنى ولقيط على رقاب بسطاء الناس ليرتكب الفواحش والرذائل والجرائم الكبيرة , ليذهب ضحية هولاء العتاة الفجرة أناس أبرياء ليس لهم ذنب سوى انهم ولدوا في هذا البلد الجريح لترتكب مجازر كبيرة , وأي مجازر ؟؟ مجازر راح ضحية كل واحدة منها المئات من الناس العزل لتمر كل جريمة مرور الكرام ولنشهد صمتاً مطبقاُ من المجتمع الدولي أزاء مايحدث من جرائم وتدمير ممنهج لكل ما يمت للحضارة الانسانية بصلة في هذا البلد , لنشهد حرباَ شعواء تطال البشر والحجر على حد سواء وما بادوش وسبايكر والصقلاوية ومجزرة ال بو نمر وغيرها الكثير الا نقطة من بحر من جرائم هولاء الاوباش بحق شعب العراق الكريم , وعندما يتخيل الانسان مايحدث لشعبه من ويلات وآلام فأجزم أنه لا يستطيع النوم !! والا كيف يغمض جفن وانت تتخيل في ليلة شتوية قارصة البرد ممطرة وهناك مئات الاطفال الصغار وهم يلوذون بأطراف الخيام هرباً من البرد . والبعض الاخر يفتش عن شيء لسد الرمق فلا يجدون , بينما تجد المئات من كبار السن من أبائنا وأمهاتنا وهم يعانون من امراض عدة ويفتقرون لابسط الادوية التي تعالج امراضهم وتخفف ما يعانون منه من آلام !!

فكيف لك ايها العراقي ان تبتهج برأس السنة الجديدة وهناك من النازحين والمشردين الذين لا مأوى لهم وتحولوا بين ليلة وضحاها من أناس أغنياء يتصدقون على الفقراء الى أناس تتصدق الناس عليهم , أنهم غرباء داخل بلدهم , فأقول كيف لنا أن نفرح ومعنا من هولاء المئات والالاف المؤلفة يضاف لها أنين ومواويل حزن أمهاتنا التي أفتقدت أعزاء لها منذ شهور ولم يعثرن على رفات لهم كي يستقر لهن بال , عذراً لكم أنا لا يمكنني أن أفرح فقد تعودت الحزن من أمي التي ما أن رأت عيني النور الا وهي تستبدل ثوبها الاسود بأخر أسود منه لتعطينا رسالة مفادها أننا أبناء الحزن !!!!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك