من حق شعوب العالم بأسرها أن تحتفي بمناسبتها التي تدعو الى الفرح والغبطة وهذا حق كفلته لها قوانين البشرية .. أقول من حقها أن تحتفلَ لتعبر عما مكنون بدواخلها من غبطة لتعبر عنها كيفما تشاء , فهناك شعوب تعمل مغامرات مخيفة وأخرى تعمل كرنفالات ملونة راقصة تعلوها زغاريد بريئة تدعو الى المحبة والوئام والسلام بين بني البشر الذين كرمهم الله تعالى فجعلهم سادة المخلوقات فسادوا الكرة الارضية وعمروها وبنوا فيها من الحضارات ما أصبحت مناراً تتعلم منه الاجيال اللاحقة دروساً في الفن والعمارة والعلوم الانسانية الاخرى , ليأتي الاسلام الحنيف فيجعل للحياة دستوراً مقدساً الا وهو القرآن الكريم ليسير الناس على هديهه ويقتبسوا من تعاليمه الحنيفة ليظل هذا القرآن مع الزمن جديداً متجدداً يكتشف العلماء منه في كل يوم حقيقة علمية لم تخطر ببال أحد , ومع ما أحاط به القرآن الكريم من علوم واسعة تنفع للدارين الاولى والاخرة الا انه كان يؤكد على الانسان بأعتباره قيمة عليا وهدفاً سامياً يجب أن يٌحترم فجاءت أيات بينات في هذا المعنى ( ولقد كرمنا بني أدم) ومع التكريم جاءت حرمة الدم ,قال تعالى ( من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ... ) ومع هذه الايات البينات التي أكدت على حرمة دم الانسان وحفظ آدميته الا اننا نفاجئ بمن يرفع لواء الاسلام ظلماً وبهتان ليقتل بأسم الدين كل من هي ودب , من أخطأ ومن لم يخطأ , من كان من الملة أو ومن خارجها ,
من كان من هذا المذهب أو ذاك , أو من هذا الدين أو غيره , كيف لا وقد تحول العراق الابي الشامخ الى ( دولة خلافة ) لينصب فيه كل أبن زنى ولقيط على رقاب بسطاء الناس ليرتكب الفواحش والرذائل والجرائم الكبيرة , ليذهب ضحية هولاء العتاة الفجرة أناس أبرياء ليس لهم ذنب سوى انهم ولدوا في هذا البلد الجريح لترتكب مجازر كبيرة , وأي مجازر ؟؟ مجازر راح ضحية كل واحدة منها المئات من الناس العزل لتمر كل جريمة مرور الكرام ولنشهد صمتاً مطبقاُ من المجتمع الدولي أزاء مايحدث من جرائم وتدمير ممنهج لكل ما يمت للحضارة الانسانية بصلة في هذا البلد , لنشهد حرباَ شعواء تطال البشر والحجر على حد سواء وما بادوش وسبايكر والصقلاوية ومجزرة ال بو نمر وغيرها الكثير الا نقطة من بحر من جرائم هولاء الاوباش بحق شعب العراق الكريم , وعندما يتخيل الانسان مايحدث لشعبه من ويلات وآلام فأجزم أنه لا يستطيع النوم !! والا كيف يغمض جفن وانت تتخيل في ليلة شتوية قارصة البرد ممطرة وهناك مئات الاطفال الصغار وهم يلوذون بأطراف الخيام هرباً من البرد . والبعض الاخر يفتش عن شيء لسد الرمق فلا يجدون , بينما تجد المئات من كبار السن من أبائنا وأمهاتنا وهم يعانون من امراض عدة ويفتقرون لابسط الادوية التي تعالج امراضهم وتخفف ما يعانون منه من آلام !!
فكيف لك ايها العراقي ان تبتهج برأس السنة الجديدة وهناك من النازحين والمشردين الذين لا مأوى لهم وتحولوا بين ليلة وضحاها من أناس أغنياء يتصدقون على الفقراء الى أناس تتصدق الناس عليهم , أنهم غرباء داخل بلدهم , فأقول كيف لنا أن نفرح ومعنا من هولاء المئات والالاف المؤلفة يضاف لها أنين ومواويل حزن أمهاتنا التي أفتقدت أعزاء لها منذ شهور ولم يعثرن على رفات لهم كي يستقر لهن بال , عذراً لكم أنا لا يمكنني أن أفرح فقد تعودت الحزن من أمي التي ما أن رأت عيني النور الا وهي تستبدل ثوبها الاسود بأخر أسود منه لتعطينا رسالة مفادها أننا أبناء الحزن !!!!
https://telegram.me/buratha