الكثير من البلدان عندما تمر بأزمة تكون هذه الازمة سبب في تقدمها وتطورها والناس تعرف في الشدائد عندما يكونون على المحك فكثير من الدول او الاشخاص مروا بأزمات وتغلبوا عليها فكانت هذه الأزمات دروسا اخذوا منها العبر فكانت سببا بانطلاقتهم ونجاحاتهم ، والأزمة اليوم التي يمر بها العراق هي ازمة العجز في الموازنة والتي يمكن ان تكون سبب بارتقاء بلدنا وهذا يتوقف على جدية ورغبة الحكومة .
للاسف ان العراق يعتمد اعتماد كلي على صادرات النفط التي هبطت اسعارها بشكل كبير قياسا بالسنة الماضية والسنين التي قبلها ، مما جعل الكثير من المهتمين يعيشون حالات القلق كون العراق يعتمد على صادرات النفط كما اسلفنا ، وهذا يجعل الحكومة امام مهمة البحث عن البدائل لتعويض العجز في الموازنة ، فيجب عليها الاهتمام بالمجال الزراعي والصناعي والتجاري والسياحي والاستثماري ، وهذا يتطلب وقت لكن يتوجب عليها القيام بها ليس لوجود العجز فحسب ، بل انه لا يوجد بلد يعتمد على النفط او ما يسمى النظام الريعي فقط فيجب ان تكون هناك زراعة وصناعة وتجارة وسياحة واستثمار و الخ .
اما الطريقة السريعة لدعم الميزانية لسد العجز فيها هي فرض النظام وستجد هذه الطريقة اشادة كبيرة من الشعب العراقي لانها ستقضي على الفوضى ، بالنظام تختفي الفوضى ، فعلى الحكومة ان تجبي الاموال من خلال الغرامات على المخالفين وهم كثيرون جدا ، هناك من يتجاوز على الرصيف فتجده يقوم بتوسعة داره على مساحة الرصيف التي وجدت لتضيف جمالية للمنطقة فتجده يقدم بيته عدة امتار ويلغي مساحة الرصيف ، وهناك من يبني ويغلق الطريق بمواد البناء ، ومنهم يتجاوز على اسالة الماء بكسر انبوب اسالة الماء لغرض سحب المياه ليغسل السيارات في الشوارع ويتسبب بشحة المياه وانسداد المجاري ، وهناك الكثير من معارض للسيارات غير مجازة ، كما ان الكثير افتتح بسطيات بحجة انه على باب الله وقد اثر تأثيرا واضحا فهو احتل الرصيف والشارع معا وعندما تقول له هذه ساحة ومن يريدك ياتيك لماذا تؤثر على الاخرين يقول احنه على باب الله بينما هو بلا شك على باب الشيطان ، والنظافة اهم ما يميز المناطق والبلدان والذين يتسببون بانتشار الاوساخ او رمي الاوساخ بغير اماكنها كثيرون جدا ، والذين اتخذوا الارصفة المخصصة لسير المواطنين وبنوا عليها اكشاك فلا يخلوا شارع او رصيف من هؤلاء ، وايضا الذين افتتحوا مقاهي في الشوارع والارصفة بدون ان يحسبوا حساب للمواطن ، واصحاب المولدات المخالفين لتعليمات اوقات التشغيل حدث ولا حرج ، وهناك الكثير من المخالفات في كافة المجالات . وهناك الكثير الكثير من اصحاب السيارات المخالفين الذي يسيرون عكس الاتجاه ( رون سايد ) والذي يوقف سيارته ويتسبب بالاختناقات المرورية ، وهناك من يلوث البيئة بدخان سيارته ، ومنهم من لم يمتلك رخصة القيادة لدرجة اننا نرى الكثير من الاطفال يقودون سيارات وقد وقعت حوادث كثيرة راحت ضحيتها ارواح ، عصفورين بحجر ، ولا ننسى تقليل امتيازات المسؤولين وكبار الموظفين .
اما الطريقة الاخرى التي يتمناها الكثير الكثير هي محاسبة الذين قبضوا الاموال من الدولة بدون وجه حق بسبب الفساد المالي والاداري ، منهم من يستلم راتبين وثلاثة واربعة وصل الحال حسب الوسائل الاعلامية ان هناك من يستلم 13 عشر راتب تقاعدي ، ومنهم من يقبض من الرعاية الاجتماعية وهو موظف ويوجد من يستلم حصة مع المهجرين ، وايضا بعض النساء تم تطليقهن شكلا امام المحمكة فقط لغرض الحصول على الراتب المخصص للمطلقات ، وحتى الفضائيين الذين استلموا رواتب بغير حق ، يجب تقديم هؤلاء للقضاء وعلى القضاء ارغامهم بارجاع الرواتب وباضعاف مضاعفة مع مصادرة اموالهم المنقولة والغير منقولة ليكونوا عبرة للاخرين كي لا يتجرأ احد على فعل ذلك في المستقبل ، وبهذه الطرق يمكن سد العجز في الموازنة والاهم القضاء على الفوضى والفساد المالي والاداري ليرى الناس النظام في جميع المجالات .
https://telegram.me/buratha