قال سيد البلغاء وإمام المؤمنين علي عليه السلام: لا تطلب الخير من بطون جاعت ثم شبعت لأن الشُحَّ فيها باقٍ بل أطلب الخير من بطون شبعت ثم جاعت لأن الخير فيها باقٍ. يتبارى هذه الأيام بعض الساسة, لإبراز عضلاتهم الإعلامية ليغشوا المواطن كعادتهم, التي دأبوا عليها عَشرَ سنين مقيته, فعند إقرار رواتب البرلمان, وضع السادة الأعضاء نصب أعينهم, كم سيتقاضون من رواتب, وماهي الامتيازات التي سيحصون عليها.
يعيش بعض الناس بوهمٍ مدة من الزمن, إلا ان الحقائق, لا بد أن تنكشف لتجلي الوهم, ذلك يجري من خلال ممارسات كل شخص, أو باستشارة أهل
الحكمة والرأي السديد, ويجب الرجوع ممن توهم, ولا يعمل على تبريره, لما يعيش فيه.
بعد ما جرى للعراق من نكبة عسكرية, جراء الفساد والفشل في إدارة الدولة من قبل حكومة المالكي, التي صاحبها ضياع موازنة لعام كامل, فقد صَعُبَ على الحكومة المشكلة حديثاً, تسليم رواتب الموظفين في وقتها, إضافة الى تمشية ما تحتاجه العمليات المسلحة! ما يستلزم اتخاذَ إجراءات تخفف من الأزمة القاتلة.
أقدمت رئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء على تخفيض الرواتب لأعضائها, بنسبة 50%, ولا ندري هل أن هذه النسبة تشمل الراتب الكلي, أم انها على الراتب الإسمي؟ فالامتيازات والمخصصات الرهيبة, لم يأتي ذكرها, ليبقى الأمر مبهماً, إضافة الى جملة غريبة, هي أن المبالغ تعتبر ادخاراً! ليسترجعوها بعد انتهاء الأزمة!
مجلس النواب ألذي يمثل الشعب, يجب أن يكون أحرص على الأموال, كونه انتخب للمحافظة, على ثروة الشعب وتشريع, ما يليق به من ممثل حقيقي وليس وهمي, لكنه بدلاً من أن يعمل الصواب, خطى على آثار الحكومة! التي من واجبه أن يراقب أدائها, لأجل تصويب خطواتها.
فهل ما نراه من ممثلينا, يجانب حقيقة شعاراتهم الرنانة, بأنهم الراعي ألحقيقي, للشعب والوطن ومصالحهِ؟ كنا نأمل من برلماننا, أن يُصدِرَ بياناً يجعله يرتقي, لما رفعه من شعارات, ولكن قالها أبا الحَسَنين عَليهِمُ السَلام, فتلك حقيقتهم على ما يبدو!
كما يبدو أنهم يروا أنفسهم من علية القوم, متناسين قول علي عليه السلام: "عِش في بساطةٍ مهما علا شأنك", لكنهم على ما يبدوا, قد اعتادوا على أكل السحت.
فهل سينتبه الواهمون بأنهم كبار القوم, أم يحتاجون لتظاهراتٍ تخزيهم, كما في قضية, إلغاء الرواتب التقاعدية؟ فالفضائيون ليسوا فقط جيشاً وشرطة.
سننتظر ونرى ونُذَكِّر عسى أن تنفع الذكرى.
https://telegram.me/buratha