المؤتمر الذي عُقِدَ مؤخراً في اربيل وسٌمّي بـ مؤتمر مكافحة الإرهاب , هل هو فعلاً أعدَّ ليكون مؤتمراً يكافح الإرهاب ؟ ولنسلّم جدلاً أنه كذلك , فما الذي يعنيه حضور بعض الشخصيات التي تُعتبر من أبرز الداعمين للإرهاب , قلباً وقالباً , وأيضاً هم مطلوبون في الوقت ذاته , للقضاء العراقي بتهم ممارسة الإرهاب , مثل طارق الهاشمي ورافع العيساوي وغيرهم .؟ وأيضاً ما الذي يعنيه حضور أثيل النجيفي المتهم بسقوط الموصل , والذي يحاول الظهور بالشخص الحريص على تطهيرها من أيدي الدواعش , في الوقت الذي سعى ويسعى الى ضم جماعة النقشبندية الى تشكيلات الجيش الذي يزمع تكوينه لمحاربة الدواعش ؟ ولنفترض جدلاً مرة إخرى ,أن المؤتمر يسعى حقّاً لمحاربة الإرهاب , فكيف نبرّر بعض الخطابات الطائفية التي إلقيتْ في المؤتمر وهي تهاجم فصائل الحشد الشعبي البطلة والتي قامت بتحرير الكثير من المناطق التي كانت تحت سيطرة الدواعش الارهابيين ؟ .
أنّ الرأي العام العراقي , لم يعد تنطلي عليه مثل هذه الخدع لمسمّيات برّاقة , فالعنوان الكبير للمؤتمر , لا يمنحه جواز مرور للقبول به , خصوصاً وإنّ هناك الكثير من الشخصيات السياسية المعروفة لم تحضره, وعدم الحضور بحد ذاته يمثّل موقفاً رافضاً له , خاصة وأنّ ما يميّز هذا المؤتمر , هو نزوع بعض شخصياته الفاعلة , نحو مشروع التقسيم بدعوى المطالبة بإقامة إقليم سني , وهو مطلب يجسد مشروع التقسيم الذي طرحه عرّابه المعروف بايدن منذ 2006 . والذي سعتْ وتسعى الإدارة الأمريكية لتطبيقه حتى لو كان ثمنه ملايين الضحايا من العراقيين ما دام يسهّل عملية السيطرة على العراق ويحقق بالنهاية مصلحة امريكا ..
المؤتمر رغم ما بذله بعض الساعين من جهد لنجاحه , ووفق أبسط مستويات التقييم فشل من أساسه إذا ما علمنا ما ساد أجوائه من تقاطع حاد في مستوى الطروحات المتباينة .. وما بُنِيَ على باطلٍ فهو باطلٌ .
https://telegram.me/buratha