كان حلم الواهمين, بان تدوم أيام ملكهم إلى إن يهرموا, مثلما سبقهم المقبور صدام, فجاءت الفرصة وتشكل كيان مشوه وغريب, هدفه التمدد والسيطرة, عندما تشكلت مافيات الفساد, وبطانات السوء, فكانت سنوات المحنة الحقيقية, تلك التي مرت على العراق, بفعل تفشي الفساد, ونمو أزمات مخيفة, بسبب سياسة التشنج التي اتبعها الواهمون, ازداد شق الخلاف بين الإخوة, وأصبح بعدها تخندق مرعب, حيث تشكلت حصون متعددة, بدل حصن الوطن الواحد, دولة يكاد يبتلعها الفساد, والاخطار تحدق بها, عندها تحركت النخب والإبرار لتحقيق الرجوع للجادة.
شرعت النخب وأبناء العراق الإبرار, بالاندماج بمشروع التغيير, وتفويت الفرصة على الواهمون, والسعي لتفتيت بيت العنكبوت, فكانت كتلة المواطن هي السباقة, في التصدي لما يراد من شر للوطن.
تم الأمر وحصل تغيير نسبي, وتوقف وهم الواهمون, وبدأت بوادر الإصلاح تظهر شيئا فشيئا, مع إن أرث فساد الواهمون كبير, ويحتاج لسنوات لإصلاح ما تم إفساده, طيلة ثماني سنوات, ضاع خلالها الجهد والمال والوقت, عندها لم يجد أبتاع الوهم إلا الإشاعات والأكاذيب, وسيلة ينتهجوها ضد من سحب البساط من تحت إقدامهم, وها هو احدهم , يمتطي حمار الأكاذيب, ويطلق العنان لجنونه, فيملئ الأفاق ضجيجا, كأنه طنين ذبابة, فقط كي يغير صورة الناجحون في مخيلة الناس.
هذا الشخص طنطن كثيرا, عن الحق والقيم والمبادئ, ونسي إن يصحو من سكرته, فالخمرة لا تفارقه, وحاول ذات مرة استغلال الإعلام, فقرر الذهاب لزيارة الجبهات , لكن تم رفض قدومه من قبل المجاهدين, حيث قال شيخهم لا مكان للخمارة بيننا! وأخر شطحاته انه ينادي بالتعجيل بفتح الخمارات, بدواعي غريبة, كأنه سيد الخمر المحلي! وبعد كل سلبياته يأتي ليقدح بالآخرين, حقدا وحسدا ومكرا, فلازال الواهمون قريبون من السلطة, ويحلمون بالعودة لدفئ الكرسي.
اليوم الإعلام العراقي مطالب, بالوقوف بوجه كل من يسعى لنشر الأكاذيب, ويسعى لتسفيه الوعي الجماهيري , عبر فضح كذب كهنة الأمس, ودعاة الخمر والقمار, وإبراز دور الصنمية في ضياع الحقوق, والدفع في رفع وعي الجماهير, فالإعلام هنا يأتي دوره الأساسي والخطير, مسؤولية تاريخية على أصحاب الأقلام , كي لا تضيع الأجيال خلف فريات يختلقها مسيلمة جديد.
https://telegram.me/buratha