قبل اكثر من 1350 سنة ميلادية وقفت عقيلة الطالبيين زينب الكبرى وهي تتحدى طاغية ذلك الزمان يزيد ابن معاوية في مجلسه ،وبعظمة جبروته،لترفع الحجب عن التاريخ والايام ،ولتخبره عن خواءه وانكساره ولتعلن بقوة عن انتصار الثورة الحسينية بطريقة شجاعة فريدة احتفظ بها التاريخ وسجد لها إجلالا، ولم يكن تحدي زينب العقيلة الطاهرة ،للفاجر يزيد الا امتدادا لنبوءة الامام السجاد وهو ينطق عن ابيه عن جده امير المؤمنين عن رسول الله ليعلن للعالم ان القتيل قد انتصر على القاتل وان الدماء انتصرت على السيف وان العطش انتصر على الفرات وان الأقلية انتصرت على الأكثرية وان الفضيلة انتصرت على الشر وان علما سينصب في ألطف سيكون منارا وهاديا للعالم وان الافئدة ستحج اليه من كل البلدان والأقطار.
الغريب ان راية الامام الحسين عليه السلام كلما حاول الطغاة والقتلة والمجرمين تقزيمها او التقليل من شانها امتدت الى مساحة اكبر وعبرت الحدود وتجاوزت المحيطات وهكذا فمن يزيد الى الامويين الى العباسيين وان كان افسدهم واقساهم المتوكل الى الزنادقة والايوبيين والشيوعيين والقوميين واخيرا البعثيين،لكن النتيجة كانت مغايرة وكأن النداء يتكرر كد كيدك واسعى سعيك فوالله لن تمحو ذكرنا ولن تميت وحينا وهل رايك الا فند وجمعك الا بدد وايامك الا عدد..
ان قضية الامام الحسين قضية ربانية خالصة ولو انها قضية انسانية لانتهت في زمانها وتلاشت مع وقتها ولافل نجمها لكنها ارتبطت مع الوجود ولن تنتهي الا مع الوجود وبعد ان تغطي على كل الوجود وهذه نبوءة مؤكدة وقد يعرفها الجميع بقرينة بسيطة جدا وهي ان قضية الامام الحسين لم تكن تغطي كل هذه المساحة المكانية في الوجود ولم يكن لها اتباع ومريدين كما هو الحال قبل عشر سنوات ليس اكثر،ولو اطال الله في اعمارنا بعد عشر سنوات او اكثر او اقل فاننا سنجد ان من يسير خلف راية الامام الحسين سيكون ضعف العدد الحالي واكثر وهكذا فهي والزمان في سباق ازلي.
قبل اعوام قريبة جدا لم يكن لزيارة الاربعين مثل هذا الوهج والاهتمام وكان العدد الكلي لا يتجاوز المليون او المليونين زائر،لكن العالم اليوم احس وشعر بعظيم قيمة هذه التضحيات وهذا الايثار واحس بعظم المظلومية والمظلومين فتعاطف مع اصحاب هذه المظلومية ومع صاحب الرسالة الانسانية ولجا الى منهجها واستعد لان يسير بطريقها مطمئنا واثقا دون خوف او قلق فكان ان تزاحمت منافذ العراق الحدودية بملايين الزوار من كل بلد ودولة واكتظت بوابات مطارات العراق والعالم بالوالهين والمحبين والراغبين بتعفير جبينهم بتراب لا زالت رائحته تختزن عطر الدم الطاهر للامام الحسين واهل بيته وتجاوز عدد الزائرين والمبايعين عشرات الملايين وتوقف العالم مبهورا لهذه الظاهرة الكونية التي لا وجود لها ابدا.
نبوءة الامام السجاد وتحدي العقيلة الطاهرة زينب للطغاة خلق شعبا واعيا واسس لمرحلة من الوجود سيكون عنوانها عراق الحسين وزيارة الاربعين شاء العالم ام أبى.
https://telegram.me/buratha