المقالات

إستيلاء الحكومات على ثروة البلد تجعل المواطن عدوا بضمير مرتاح

890 23:23:45 2014-12-05

يحسم المواطن، في دول الغرب، ولاءه، بدولته؛ غاضا الطرف عن مصالحه الشخصية، متفانيا حد التماهي مع الوطن، نظير ترجيح المواطن الشرقي.. وخاصة في الدول العربية، مصلحته الشخصية، على المصلحة العامة، بالغا حدود الاختلاس وإختراق الدستور وقوانينه والعادات والتقاليد وتعاليم المعتقدات؛ لأنه مستفز من إستيلاء الحكومة على جهده؛ ما يجعله عدوا لبلاده، برغم انفه، ومن دون قصد، وبالتالي فهو معاد لنفسه وفطرته، بضمير مرتاح! لأنه يعطي الوطن الهاضم حقه المهضوم.
حسم وطنية الغربي، تنشأ معه منذ المرحلة الجنينية.. في رحم أمه؛ يتلقى ضمانات حاضنه لولادته، قبل موعد الطلق.. وقبل ان تصيح المرأة، لحظة المخاض: "يا يسوع.. أيتها العذراء انجديني" مثلما تصيح الماخض المسلمة: "يا علي.. يا فاطمة الزهراء إحضراني".
لديهم تبدأ رعاية الدولة، للإنسان، منذ المرحلة الجنينية، لتكوينه في الرحم.. نطفة فعلقة، تتحول الى عظام يكسوها الرب لحما، وتسري فيها نبضات الحياة، لينزل حسابه بأسمه، من خلال رصيد، في ارصن البنوك؛ حال نزول الجنين، صارخا بالحياة، تفوقا عليها.
بينما وليدنا ينزل مخذولا لحياة سوف تسحقه! جاء ليتعذب... ليس هذا فحسب، كل واحد من افراد الاسرة، له استقلاليته المالية، في دول اوربا، بحيث يتواجدون، في البيت.. تحت خيمة الاسرة، من باب المحبة، يشدهم الانتماء الوجداني الى بعضهم، وليس كما هو لدينا، الابناء وامهم متعلقون بالأب، إذا ما انفرطوا عنه، لن يجدوا معيلا، انما هم يتقاضون رواتبهم بأيديهم، وإذا ما طرقوا باب اي مخفر؛ يشتكون قسوته؛ ألقى القبض عليه وأودعه السجن، وانتشلهم منه، الى حيث الاشراف التربوي المسؤول، من قبل الدولة؛ لإزالة الآثار النفسية والمادية التي يمكن ان يتسبب بها الاضطهاد العرضي الذي مروا به.
وهو عرضي حتما؛ لأنهم لا يوجد في حياتهم إضطهاد دائم؛ فالشرطة والمنظمات الانسانية الممولة من الدولة والموسرين، كلهم طوع حماية الطفل والمرأة والمسن، من اي إذلال محتمل، وليس واقع؛ لأن سياقات حياتهم، لا تقف مشلولة ريثما تبلغ ظروف إنسان ما، حد الذلة، انما تكيفت القوانين بحيث تقي الفرد اي إذلال، قبل وقوعه.
فهم الامة التي تعمل على الوقاية؛ كي لا تضطر للعلاج... أما نحن، فلا نقي ولا نعالج... كل ما تقدمه الدولة، للمواطن الغربي، عبارة عن خدمات غير مشروطة؛ فهو بإمكانه ان يعارض النظام السائد، من دون ان يفقد أي من مستحقاته، ولا تنثلم مميزاته أو تنال الحكومة من وطنيته.
بينما في الشرق.. وخصوصا الدول العربية، فهو يفقد حياته وتنثلم كرامة ذويه؛ إذا عارض الحكومة، التي تعتاش ويثري أفرادها، على حساب جوع الشعب والتفريط بوجوده، واستغلال ثرواته وتبديد المال العام على النزوات الشخصية للسياسيين، الذين فرضوا انفسهم عنوة، على دفة الحكم، و"من تكلم قتلناه ومن سكت مات بِغِلّه كمدا".
لذا يجبر العربي على سفح ذاته ولاء إلزاميا لحكومة تجوعه وتهينه وتمحو مستقبل أبنائه، نظير حرية الغربي، في الولاء للدولة او معارضة الحكومة، من دون محاسبة ولا "على عينه حاجب" متمتعا برفاه الحياة في وطن كريم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك