على مدار سنوات خلت والى ايام قريبة وعلاقات بغداد واربيل متوترة ومنكمشة ولم تنفع معها الحلول الترقيعية بسبب خلافات مزمنة ومستحدثة اختفت معها الارادة الحقيقة للحل رغم وجود نوايا صادقة لانهاء هذا الخلاف والجدل من قبل اطراف لم تكن لديها سلطة القرار بانهاء هذا الخلاف.
ومع ان الخلاف بين بغداد واربيل امر محزن ولم تكن وراءه اي مصلحة او منقبة للطرفين لان القطيعة لا تخلق التوافق... والتوتر لا يخلق الاستقرار.. وان امر استمرار الخلاف لن يكون بمصلحة اي طرف بل يسبب الخسارة للطرفين وهو ما كان يحدث واقعا.
وبعد التغيير في العراق وتولي الدكتور حيدر العبادي منتصف العام الحالي رئاسة الوزراء كانت هناك حاجة ماسة لان يعاد فتح ملف العلاقات بين بغداد واربيل وحلحة الملفات العالقة بين الطرفين وخاصة الملفات المهمة والحساسة من قبيل ملف تصدير النفط وحصة الاقليم من الموازنة العامة وتطبيق المادة 140 من الدستور والتي تتعلق بالمناطق المختلف عليها ومواضيع اخرى اقل اهمية من النقاط المذكورة انفا.
ومع كثرة الملفات الشائكة التي ورثتها الحكومة الجديدة من حكومة المالكي المنتهية ولايتها،كان لا بد من تحديد الأولويات لفتح هذه الملفات رغم تزاحم الاولويات،لهذا توجه الدكتور العبادي وفريقه الى فتح هذه الملفات المتراكمة بصورة تدريجية وبحذر من اجل تشخيص المخاطر ووضع الحلول الناجحة وتجنب الفشل الكلي.فكان من بين الملفات المهمة التي فتحت هو ملف الخلافات مع اربيل.
ولان ملف اربيل شائك ومعقد ويحتاج الى جراح متخصص في معالجة الازمات المزمنة كان الخيار الافضل لهذا هو انتداب وزير النفط الدكتور عادل عبد المهدي لفتح هذا الملف ووضع العلاجات الحقيقية واللازمة لشفائه ومعالجته بصورة نهائية وواقعية،وفعلا كان النجاح مع الدكتور عبد المهدي ليس لان الملف بسيط ولكن لان النوايا المخلصة للحل كانت متوفرة ولان المدخل لم يكن قائما على الابتزاز او المطالب الغير واقعية،ومع ان محاولات النقد كانت خجولة لاتفاق عبد المهدي وهي معروفة المصدر والنوايا الا انه كان اتفاقا ناجحا بكل المقاييس ومن هنا فقد فتح الباب للدخول في مفاوضات جدية في بغداد تكللت بنجاح الحوارات وتفكيك الملفات وتشكيل لجنة عليا لانهاء الخلافات.
واضح ان اتفاق بغداد اربيل اتفاق حقيقي غايته انهاء جميع الملفات الخلافية التي استمرت على مدار سنوات متعددة طالما ان الاتفاق يٌمكن الطرفين من الاستفادة من الموارد المالية والاقتصادية والسياسية والامنية،وطالما ان القطيعة لم تجلب للطرفين غير الخسائر والتوتر والعداء.
الواقع يقول ان اتفاق بغداد واربيل حل وليس تخدير لكن تبقى غصة في النفس نتمنى ان تنتهي مع الخلافات التي تم حلها وهي ان تكون بوابات اربيل مفتوحة لجميع العراقيين كما تفتح البصرة وميسان وبابل اذرعها لكل ابناء كردستان.
https://telegram.me/buratha