دولة مزعومة، لا تعترف بالنسق الجغرافي، ولا تلتزم بأي من المواثيق، ولا بالأعراف أو الأخلاق الإنسانية، دأبها نشر الفساد في الأرض، وقتل النفس المحترمة، وتدمير كل ما هو إنساني وحضاري.
دولة من الرعب، ليس لها حدود، أفرادها خليط، لا يمكن أن يكونوا شعباً، قانونها الغاب، ودستورها العذاب، ووعودها سراب، ولا تمتلك من معالم التمدن جلب نملة.
في العراق.. باع الحاكم شعبه، لفرعون الدواعش، بثمن بخس، جعله يقاسي مجون النواصب؛ الذي بلغ حد الفحش، وجرأة بدو الجزيرة؛ التي بلغت حد الكفر، وفساد الحاكم؛ الذي بلغ حد الظلم، وتخاذل المتصدين؛ الذي بلغ حد الجبن، وإستغاثة المظلوم؛ التي بلغت حد اليأس.
ضاقت الآفاق، وتقطعت السبل، وكثرت الأحزان، ، حتى بات اليتم هوية، وأصبح الثكل سجية، والفقر أضحى سيداً، وغدى فساد الحاكمين صناعة، وأسروا شعب الرافدين بضاعة.
يتجول الذباحون، في أزقة البلاد، والموت يسري في ركابهم، يتخيرون طرائدهم، وينتخبون ضحاياهم، دونما خوفٍ أو وجل.
أمعنت تلك الدولة الماجنة في إستخفافها بالحضور السلطوي، من خلال نشرخلاياها في جميع مفاصل الدولة تدعمها وتساندها لتحقيق ذلك، كبريات الدوائر الإستخبارية العالمية، في أمريكا وإسرائيل، وأغلبية دول الإتحاد الأوربي، كما ساهمت دول مجلس التعاون الخليجي، بالتنسيق مع تركيا بدور جوهري ومؤثر، في تسارع تنامي هذه الخلايا التي شكلت دولة العهر والفساد والكفر.
لم يتصور أحد، أنه بالإمكان وقف تقدم الدواعش نحو بغداد، ومدن العراق الأخرى.
لم يكن ذلك ممكناً، لإبتلاء الحكومة حينها بالفساد، الذي أوهن قواها، ومكن منها أعدائها، وأصبح جيشها، عاجزاً حتى في الدفاع عن نفسه، فلم يكن أمام المرجعية العليا في النجف الأشرف، الإ التصدي لهذه الحكومة، والمطالبة بالتغيير، والعمل على صد الهجمة الناصبية البربرية، والدفاع عن أرض العراق وعن مقدساته.
أصدرت المرجعية فتواها الخالدة، بالجهاد الكفائي، دعت فيها كل عراقي غيور، قادر على حمل السلاح، للذود عن حياض الوطن، والدفاع عن بيضة الإسلام.
كما السيل الجارف، هبت جموع لفتية آمنوا بربهم، فزادهم من فضله هدى، وحباهم- سبحانه- من لدنه قوة وثباتاً، وأفرغ عليهم صبراً.
إكتسح هذا السيل من الإيمان الصادق، كل مجون الغرب، وأطاح برهانهم الخبيث، على تقسيم العراق، وتمكين عهر الدواعش، وأرباب الفواحش، من رقاب، ونواميس أهلنا في العراق.
سيل هادر من تكبيرات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، في معاركه، ذوداً عن حياض الإسلام، فقد قاتل هؤلاء الأبطال، بكل بسالة المستضعفين، ليدفعوا عن دينهم، وبلدهم، وأهلهم، كل مجون المستكبرين، لقد برزوا الى الكفر كله، بإيمان العراق كله، كما برز مولاهم علي عليه السلام يوم كان فتىً يافعاً ليقاتل الكفر كله يوم الخندق.
حين تخاذل أشباه الرجال، في الدفاع عن أرضهم، ورد الدواعش عن إستباحة عرضهم، هب أبناء المرجعية الشرفاء، ملبين نداءها، وممتثلين لأمرها، ليجعلوا منها صفين أخرى؛ ليقطعوا دابر القاسطين، ونهرواناً ثانية؛ ليحزوا بها رقاب المارقين، وليعقروا جمل الفتنة، الذي تسنمته ثلة من الناكثين.
جحافلاً من القلوب، دخلت من بوابة علي عليه السلام، إلى معسكر الحسين عليه السلام، جاءت قادمة من أزل التأريخ، من سومر وأكد، جاءت لتدافع، عن أديم من الأرض، الذي هو لون سمرتهم، وغذاء جذورهم، وعمق وجودهم.
في الوقت الذي لم يكلف نفسه، في الدفاع عنه، من لون وجهه، وزيف عمره، وزور نفسه، لكنه لم يحاكي سمرتهم، ولم يبلغ قدم مجدهم، ولم يكن أهلاً أن يمتلك هويتهم وأن يكون له شرف أصالتهم، فهو لم يكن شروكياً يوماً، ولن يكونه أبداً..!
https://telegram.me/buratha