المقالات

التطابق السلوكي بين الدواعش وقتلة الإمام الحسين

851 20:56:56 2014-11-28

ليس أوجها للتشابه وحسب بين خوارج العصر الجدد ، بخاصة الدواعش وبين قتلة الإمام الحسين - رضي الله عنه - في مجزرة كربلاء الدموية الكارثية الرهيبة ، بل يوجد تطابق كامل في السلوكيات والعقائد والأفكار والفظائعية والوحشية والتوحش بين هؤلاء وأولئك ! . 
وما فعله وآرتكبه الجناة المتوحشون لجيش يزيد بن معاوية في كربلاء ضد الإمام الحسين وآل بيت النبوة الطاهر والقلة من أتباعه المخلصين الأخيار من سلوكيات وحشية مقرفة ، ومن التوغل في السفالة والنذالة والخسة والدناءة يفعله ويرتكبه الدواعش وزيادة في هذه الأيام تجاه العباد والبلدان : في كردستان والعراق وسوريا وأفغانستان ولبنان وغيرها من البلدان !
ماذا فعل القتلة في مجزرة كربلاء ..؟!
يستغرب المرء ويندهش كثيرا من السلوكيات المنحطة ، ومن الأعمال الإجرامية والوحشية التي آرتكبها جيش الخليفة الأموي الثاني يزيد بن معاوية [ 647 683 ] الذي كان قوامه أكثر من [ 20000 ] ألف شخص في معركة كربلاء الدموية مقابل حفيد رسول الله محمد عليه وآله الصلاة والسلام الإمام الحسين رضي الله عنه [ 626 680 ] وآله الطيبين والقلة المخلصة الذين كانوا معه ، وهم كانوا [ 73 ] شخصا ! .
على هذا الأساس يستولى على الإنسان الدهشة والصدمة من توغل قتلة الامام الحسين في الإجرام والطغيان والعدوان ، وفي ولعهم في سفك الدماء البريئة والتمرغ فيها ، وفي السفالة والنذالة والقباحة ، ثم الولع بتقطيع الجثث والتمثيل بها ، وفي جزِّ الرؤوس ونصبها على أسنة الرماح ، وذلك لا بالنسبة للمقاتلين وحسب ، بل حتى حيال الأطفال والنساء ، مثل نحر الطفل الرضيع المعصوم للامام الحسين ، وهو علي الأصغر بسهم في حلقه ، أو إضرام النيران في خيم النساء وسلبهن من الحلي والذهب ! . 

يروي المؤرخ المعروف إبن جرير الطبري [ 839 923 ] أحد الحالات المأساوية للحسين ولوحشية قتلته ، فيقول إنه لما [ عطش الحسين ، حتى آشتد عليه العطش فدنا ليشرب من الماء ، فرماه حصين بن تميم بسهم فوقع في فمه ، فجعل يتلقى الدم من فمه ويرمى به الى السماء ، ثم حمد الله وأثنى عليه ، ثم جمع يديه ، فقال : { اللهم آحصهم عددا وآقتلهم بددا ، ولاتذر على الأرض منهم أحدا } ] ، ثم قال الامام الحسين أيضا شاكيا الله تعالى مما لحق به من الظلم والعدوان والطغيان : { اللهم إني أشكو اليك ما يفعل بآبن بنت نبيك } ينظر كتاب [ تاريخ الطبري ] لمؤلفه إبن جرير الطبري ، ج 3 ص 1051 . 

ثم يروي إبن جرير الطبري ، فيقول إنه [ وجد بالحسين عليه السلام حين قتل ثلاث وثلاثون طعنة ، وأربع وثلاثون ضربة ] ينظر نفس المصدر والمؤلف والمجلد ، ص 1052 . ثم بعد أن قطعوا الرأس الشريف للامام الحسين من الوريد الى الوريد نادى عمر بن سعد قائد الجيش الأموي في كربلاء [ في أصحابه : من ينتدب للحسين ويوطأه بفرسه ..؟!! ، فآنتدب عشرة ، منهم إسحاق بن حياة الحضرمي ، وهو الذي سلب قميص الحسين فبرص بعد[ه] ، وأحبش بن مرثد بن علقمة بن سلامة الحضرمي ، فداسوا الحسين بخيولهم حتى رضوا ظهره وصدره ] ينظر نفس المصدر والمؤلف والمجلد ، ص 1053 

ماورد كان عينات موجزة عن سياسة وحكومة الخليفة يزيد بن معاوية تجاه سبط رسول الله محمد عليه وآله الصلاة والسلام الامام الحسين سلام الله عليه وآله الطاهرين وأتباعه الطيبين الأخيار الذين لم يعلنوا الحرب ، أو القتال معه / معها على الإطلاق ، بل غاية أمرهم أنهم لم يبايعوا الخليفة الجائر الفاسق الطاغية يزيد الذي تم فرضه على الأمة فرضا يومها . أما عم ممارسات يزيد بن معاوية الإجرامية والوحشية الأخرى فذلك بحاجة الى بحث مفصل آخر ... 
فالدواعش يسيرون وفق هذه الخلافة الجائرة والوحشية كما يرى ويشاهد الجميع ، مضافا الى سيرهم وفق منهج خوارج التاريخ في التكفير للمسلمين ، وفي التوحش والعدوان والدموية ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك