لم نكن نتصور أن فتوى السيد السيستاني بالجهاد ضد داعش، تكون مرحلة تحول وومضة مشرقة في تاريخ وحياة العراقيين، فلولاها ما كان هناك عراق مستقر، ولا وطن للجميع، ولا كانت هناك حياة كريمة، فقد أصبحت فتوى الجهاد بمثابة مدرسة جامعة، للمبادى الإسلامية، والقيم الإنسانية، برزت فيها سمات الشجاعة والتضحية والأخلاق والألتزام الحقيقي بنهج المرجعية العليا، فقد كشفت عن زيف المنادين بالوطنية الكاذبة، والرافعين للشعارات الجوفاء (معا ندحر الأرهاب) وغيرها، وتجلت للعلن ألتزامات جند المرجعية، وأنصار المذهب بقيادتهم الروحية.
فقد أمتزج حب الوطن مع الدفاع عن الدين، وتعاضدت صيحات الجميع (لبيك ياحسين)، فمسك السواتر والأراضي المحررة الشباب مع الكهول، فعندها تجلى النصر فلا خوف على ضياع الإسلام المحمدي الأصيل، ولا عودة لسبي حرم رسول الله'ص'، لأن ثورة الإمام الحسين'ع' كانت وستبقى مشعلا ليس للظلم على الظالمين فقط، أنما منار للمجاهدين الذين بذلوا الأرواح دون الأوطان، وخرجوا ملبين (داعي الله) من أجل نصرة العقيدة، ورفعت رأية الدفاع عن المخدرات والمقدسات.
فهكذا كان رجال الحق من مجاهدي سرايا الحشد الشعبي، أنموذج للرجال البسالة والأقدام الذين عرفتهم ساحات الجهاد والعز والإباء، في باحات السيدة زينب'ع'والغوطة الشرقية وآمرلي وجرف النصر (الصخر) وبيجي الصمود والضابطية والسعدية وجلولاء، لا يبالون أن وقع الموت عليهم أم وقعوا عليه.
https://telegram.me/buratha