الصمود والتضحيات البطولية التي قدمتها القوات العسكرية العراقية في مواجهة الارهاب الدعشاوي بمشاركة ابناء الشعب من الحشد الشعبي يثيران الحماس والشجن في نفوس كل فئات الشعب المختلفة.
ان التسابق من اجل تحرير المدن التي دنستها العصابات الارهابية او الفئة الضالة في ظل مؤامرة تقع في القرن الواحد والعشرين والتي بدأت في اشعال نار الفتنة في سورية تحت غطاء الدفاع عن الحرية والديمقراطية بعد ان جمعت اشتات شلة من العناصر الشاذة وادوات الاجرام من كل انحاء العالم غرباً وشرقاً ولم يجمعهم هدف معين سوى السيطرة على المغانم واشباع رغباتهم الجنسية في ظل فتاوى وعاظ السلاطين وباسم جهاد النكاح وهم اقرب الى الحيوانات والبهائم من الانسانية وفقدهم العرف الاخلاقي الذي تقرها الديانات السماوية وهكذا نرى ان الدول الغربية استغلت تلك الصفات في رهانها الخاسر على الارهاب للتخريب والتدمير والظلم وقتل الحياة وامحاء المظاهر الحضارية والعودة الى العصورالوسطى . ولكن الوعي والادراك والشعور بالمسؤولية والحس الوطني والديني دفع بطلائع الحشد الشعبي لينهض للدفاع عن الكرامات والمقدسات مع القوات المسلحة وقدمت الغالي والنفيس من اجل الحفاظ على ارض الوطن موحداً(( وَالَّذِينَ آمَنُواْ و جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )) وتصر على تطهير البلاد من هؤلاء الاشرار وتصدت لهذه العصابات بكل بسالة دون تمييز على اساس المناطقية او المذهبية او القومية فدافعت وفتحت امرلي واتجهت نحو محافظة ديالى وحررت اكثر من 90%من اراضيها ثم انتقلت قوات اخرى لتحرير ناحية جرف النصر وصولاً الى عامرية الفلوجة والضلوعية وفك الحصار عنهما
واقتربت اكثر من قضاء الفلوجة وتزيد الخناق على هذه الشرذمة وتقدمت بأتجاه قضاء بيجي وحررتها وسحقت فلول الجريمة فيها وتم فك الطوق المفروض على مصفى بيجي الذي يعد من اكبر المؤسسات النفطية في الشرق الاوسط والتي صمدت فيها القوات العسكرية البطلة اكثرمن اربعة اشهر وهي تقاوم وتدافع بكل بطولة عن هذه المنشأة وافشلت كل الهجمات الحاقدة لهذه العصابات وفتحت الطريق الذي يصل الى عمق هذا المفصل الحيوي والانتاجي المهم حيث لم يتوقف اي جزء منها عن العمل طوال مدت الحصار، دون ان يكون لقوات التحالف اي تأثير اوفعل يذكر، وبالعكس امتنعت قوات الحشد الشعبي من قبول اي عون من هذه القوات واعتمدت على جهودها ودماء شبابها وتضحيات افرادها مما دفعت القوى الاستكبارية في المنطقة ادواتها لدرج بعض هذه الشرائح ضمن المنظمات الارهابية وهي محاولة لخلط الاوراق لانها لا ترغب العمل تحت امرة ( المستشارين الامريكان ) او التحالف وهو جزء من سياسة التطبيع والانبطاح للامبريالية الغربية والاستكبار ومشاريعها المشبوهة.
ويظهر ان هذه الانتصارات لم ترق لواشنطن ومن معها لانها لا تتناسب مع استراتيجياتها الطويلة الامد والتي تعمل عليها وقد انذهلت من تلك الانجازات العظيمة لهذه القوات الباسلة وهي مستمرة بالتقدم في ظل اقل الامكانات وللتصدي بكل شجاعة لهذه العصابات الارهابية المجرمة التي اباحت دماء شعبنا وعاثت قتلاً وتخريباً وتهجيراً وتدميراً لكل شيئ يمثل الحياة والجمال في العراق ورغم الدعم الاعلامي و التشويه الذي تمارسه بعض القنوات الفضائية الماجورة لقلب الصور الحقيقية وتحريف الوقائع على الارض بدل العمل في خدمة الكلمة الحرة المعبرة عن تطلعات وحقوق وأهداف الشعوب ونعتهم بمسميات تافهة لاتليق لما قدمتها هذه الشرائح البطلة من تضحيات ودماء زكية عطرت ارض المعارك بعطر الشهادة والوفاء ودون النظر الى من يكون مادام هو يعيش على هذه الارض و لايهمهم نقيق الضفادع وطنين الذباب الذي يصم الاذان والذين يستغلون الظروف الحالية من اجل مصالحهم الخاصة ويتحركون تحت غطاء المناطقية والطائفية والتي تطالب بتواجد القوات الاجنبية لحمايتهم ومن اجل تقويض تحرك القوات المسلحة العراقية المشتركة ودعم هذه المجموعات .
ان شعار المطالبة بتواجد قوات اجنبية في هذا الوقت هو لتعزيز وجود داعش ومن معها وللتهاون في تنفيذ جرائمهم وايقاف تقهقرهم بعد الانهيارات الكبيرة التي منيت بها من شدة الضربات التي اصابتهم. ان استراتيجية واشنطن والتحالف مبنية على اساس التدخل وانشاء قواعد عسكرية لها في العراق موزعة بين المناطق الشمالية والغربية من العراق ، والامر يلاقي رفضاً شعبياً واسعاً من قبل كل المكونات العراقية ولان التحالف الدولي المزعوم لم يفي بوعوده سوى عروض للعضلات ، والانتصارات التي تحققت للفترة الاخيرة لم تكن دخيلة فيها وكانت بجهود عراقية مخلصة للوطن والدين المتمثلة بحماية كل شبر من الارض المقدسة. المقاومة العراقية الشريفة ترى ان اي تدخل للقوات الاجنبية او اقامة اي قاعدة عسكرية امراً مرفوضاً ويعتبر احتلالاً اوعلى الاقل تدخلاً سافراً في شؤون البلاد الداخلية ومن الاستراتيجيات الاساسية التي تبقي هذه الحركات التكفيرية الشريرة في المنطقة .ولاشك ان وصول رئيس اركان الجيش الامريكي الجنرال (مارتن ديمبسي ) الى العراق ليس إلا جزء من التحركات المتسارعة واستغلال الظرف من اجل انشاء قواعد عسكرية في العراق لدعم تواجد الارهاب واطالة الحرب ضدها لتوظيف الوقت والدفع بأتجاه العمل لذلك الهدف.
ان الانتصارات الاخيرة للقوات العراقية بكافة فصائلها وعلى ابواب تحرير الموصل بعديد 80 الف مقاتل من جميع الصنوف وقطع اوصال الامداد للتكفيريين اذهلت رجال البيت الابيض وهم اليوم يحاولون اعادة الاعتبار لهيبتهم المنكوسة بعد ان فشلوا في تحقيق خططهم ونواياهم ومنها زيادة اعداد قواتها تحت عنوان(( مستشارين عسكريين )) او تاتي هذه التحركات بعد ان اقتربت ساعات الحسم للمعارك في الكثير من المدن لتحريراهلها وخلاصها من ايدي عصابات الظلام والاجرام وما يعني احتراق كل اوراقهم التي كانت تراهن عليها واشنطن والتحالف الدولي وبعض الواجهات السياسية المرتبطة بها وبالتالي انهدام خططها لارضاء الصهيونية العالمية ،
واليوم تسعى الى حفظ ما تبقى من هذه العصابات والمجاميع ولا يفهم منها غير الغرور وليستمر النفاق الغربي كعادته و كل شعوب المنطقة تدفع فاتورة إرهابه وتهوره وعنجهيته ولا يمكن فهم موقف اخر ، وتنظر الشعوب الخيرة والحرة والمحبة للسلام للوجود الدولي في الشرق الاوسط لبسط نفوذها ولصناعة المزيد من اوراق الضغط وايجاد الذرائع لاستنزاف القدرات ولاحراق المنطقة وما التحركات الجديدة بمراجعة السياسة الامريكية بشأن سوريا وتقييم استراتيجية منسجمة ولتقويم عملها إلا لعبة مفضوحة بعد الانتكاسات المتتالية لها والتحالف معها في المهمة التي خربت و شلت المنطقة دون مبرر والتفكير بالحلول السياسية الترقيعية وللمحافظة على مصالحها . ان انتصارات القوات المسلحة العراقية مفرحة لشعوب المنطقة التي تقاتل هذه القوات نيابة عنهم ، ولم ترق لواشنطن بعد ان مُرغت انفها بالتراب وسوف تدفع الثمن غالياً في القريب العاجل ...
عبد الخالق الفلاح
كاتب واعلامي
https://telegram.me/buratha