يعتبر الأعلام رأس الرمح، في البنية السياسية المعاصرة، وهو من يحسم ثلثي المعركة، ان كانت امنية او سياسية، وهو يجعل الشعب متسامح ام متصارع. تمثل شبكة الاعلام العراقي، الواجهة الاعلامية للدولة، تنطق بأسم نظامها، وتدافع عن سياستها الدستورية، لكن هناك ثمة انحراف واضح، لهذة المؤسسة المهمة، التي تدار بعقول تجارية وربحية، عاشت شبكة الاعلام ايام سوداء، وخاصة مابين عام 2007-2014م، حيث انحرفت عن مسارها، واصبحت تابعة لشخص رئيس الوزراء، والمقربين منه.
يصل عدد موظفي هذة الشبكة لما يزيد عن "4600 موظف"، جميعهم يتاقضون رواتب من الدولة، ومنهم من يصل راتبه وأمتيازاته لما يحصل عليه اصحاب الدرجات الخاصة، قد بلغت ميزانية الشبكة، "130"مليار دينار عراقي لعام 2013م، و"180" مليار دينار عراقي للعام الحالي.
أموال طائلة، واعداد هائلة كجيش من الموظفين، وادارة سيئة ومفسدة، تعاني شبكة الاعلام، من هيمنة واستحواذ، " محمد عبد الجبار الشبوط"، صاحب الولاء المطلق للسيد المالكي، والصديق المقرب من ياسين مجيد، والحبيب الوفي لعلي الموسوي، والشريك التجاري، لأحمد المالكي.
عمل الشبوط، بسياسة التخويف والتخوين، ومحاربة الاكفاء والمخلصين، وادت سياسته الى انحراف واضح، بسلوك هذة الشبكة، وخاصة قناة العراقية الرسمية، التي باتت مقرا لأعضاء من كتلة المالكي، حيث بلغ اجمالي ظهور اعضاء مقربين من المالكي للعام الماضي والحالي بنسبة 72 من اجمالي حضور الكتل والشخصيات الاخرى.. لعل الانحياز كان واضحا، وكنا جميعا نشاهد، حزبية قناة العراقية، وكيف تغطي الاحداث، وهي لا تختلف عن غيرها، من "الشرقية وبغداد" وبعض القنوات التي ساهمت بشرخ النسيج الاجتماعي.
ان لغة الكراهية والعنف والشتيمة التي كنا ومازلنا نشاهدها من القناة الرسمية هو مؤشر سيء جدا ويدعو للمعالجة، ناهيك عن انحرافها العقائدي.
لم يكن الشبوط مهنيا، ولم يكن يحمل هما وطنيا، ربما تستر خلف كتاباته المتناقضه، ليوهم البعض بأنه صاحب عقليه اعلاميه علميه وعمليه، مافعله من تعيين اقربائه وأقرباء اقربائه، جعل تلك المؤسسة، محكومة من عوائل وتكتلات نفعيه، لديه عيون تراقب وكأنك في مكان امني وليس مكان اعلامي حر، لديه مخبرين سريين، يراقب من يكتب بمواقع التواصل الاجتماعي ، وينقل ويفصل جميع من ينتقده، او ينتقد سياسة مالكه المالكي، باتت اذرعه "عباس عبود ، حسين حسون، ثائر جياد" تعيث بالهيئة فسادا وحقدا.
مانتطلع اليه عاجلا وليس اجلا، ان يطهر السيد العبادي، هذة المؤسسة الحيويه، من المفسدين واصحاب الاجندات الربحيه، فكما بدء بتطهير المؤسسة العسكرية، فخطورة الاعلام لا تقل عن الامن، فأصلاح ما افسدة الشبوط يحتاج سرعة وارادة حقيقية، واعادة هيكلة هذة المؤسسة، وجعل ارتباطها بالبرلمان، واختيار الذين يحملون هم الوطن، ويعملون من اجل الوحدة والوئام، وان اعادة هذة المؤسسة لطريقها ستساعد في تحقيق الاستقرار الامني والسياسي.
https://telegram.me/buratha