لم يكن مفاجئا ما يقوم به تنظيم داعش الارهابي من استهداف مباشر لابناء عدد من القبائل العراقية الوطنية المخلصة لتراب العراق والرافضة لوجود التنظيمات الارهابية في مناطق الانبار وبيجي وتكريت والموصل من قتل وتنكيل وتهجير وبطريقة لا تختلف عن الممارسات والاعمال الارهابية التي تعرض لها ابناء المكونات الاخرى في العراق مثل الشيعة والشبك والمسيح والتركمان والايزيديين.
ومنهج داعش العدائي في تعامله مع خصومه ومع من يرفض منهجه كشف زيف ادعاءاته بانه مدافع ونصير لفئة معينة من ابناء العراق،بل اثبتت الايام والتحولات الامنية في الايام الاخيرة ان هذا التنظيم الدموي لا يفكر مطلقا بعواقب اجرامه ولا يراعي وجوده ولا ينتمي لاي جهة انسانية او وطنية مخلصة انما ينتمي الى اجرامه ومصالحه ويتعامل مع كل المواقف التي ترفض وجوده بطريقة الابادة والاستباحة والتهجير.
وما قام به الدواعش من ابادة لعشائر البو نمر في الانبار يمثل صورة جلية عن طبيعة هذا التنظيم الارهابي الذي لا يعرف من المنطق غير القتل والتهجير والسبي لكل من يقف بالضد منه رغم ان هذه العشيرة لا تنتمي الى المكونات التي استباح التنظيم الارهابي دماء ابنائها وسبى نسائها ونهب اموالها.
ان ما تتعرض له عشائر البو نمر من استهداف من قبل داعش وما يتعرض له افراد هذه العشيرة المقاومة من تصفية جسدية وابادة جماعية بسبب عدم مبايعتهم لتنظيم داعش ومن قبله القاعدة يكشف عن وجود خلل كبير في البنية الاخلاقية والعشائرية لابناء المناطق التي يتواجد فيها داعش ويتعرض فيها ابناء عشائر البو نمر للابادة.
ان واقع المنطقة العشائري يقول ان ما يحدث للبو نمر يقع خارج منهج العشيرة والنخوة والغيرة التي تتميز بها عشائر هذه المنطقة ومناطق العراق الاخرى لان الواقع الفعلي يقول ان داعش ليس له من اهمية على الارض لولا اسناد ودعم العشائر المتواجدة في الانبار والمناطق الاخرى وهذا يمثل انتكاسة وانكسار لان من يقتل بابناء البو نمر ليس مجرمي ومرتزقة داعش وحدهم انما هم ابناء العشائر الاخرى وهذه مشكلة ستمتد اثارها وتكبر مساحة تداعياتها السلبية على طول الزمن القادم.
ان جرائم داعش لن تمنع ابناء البو نمر والعشائر العراقية الاصيلة مع ابناء القوات المسلحة وابطال الحشد الشعبي من استعادة زمام المبادرة وتطهير كل اراضي العراق من دنس القتلة والمجرمين ولن يكون للخونة والقتلة من وجود لكن التاريخ سيكتب في صفحاته من خان العراق وخان اهله وسيسجل باحرف من نور تاريخ الشرفاء والشهداء والمقاومين وفي النهاية فان الجميع الى العدم الا ان الاثر سيبقى خالدا اما ابيضا ناصعا وهو ثوب البو نمر ومن وقف بالضد من القاعدة والدواعش او اسودا متهرئا وهو ثوب الدواعش ومن ساندهم وجاء بهم ووفر الملاذات الامنة لهم.
https://telegram.me/buratha