هناك تشابه كبير في المنهج والأسلوب، في القتل والتهجير والتكفير، ومحاربة كل ما ينتمي للرسول وأهل بيته(عليهم الصلاة والسلام)، وحروبهم الطائفية وتصفية الخصوم، وممارسة الحيلة والخداع في الحكم ، وتحريف تفسير الآيات القرآنية ، والسنة النبوية الشريفة، عبر وعاظ السلاطين.
عندما دخل معاوية بن أبي سفيان إلى الكوفة اثر صلحه مع الإمام الحسن(عليه السلام)، حيث مارس أنواع التعذيب، والقتل والسجن والتهجير، مما أدى بالكثيرين من الموالين للهرب إلى أصقاع الأرض الواسعة، خوفا من البطش، وقد مورس نفس الشيء في اليمن على يد القائد الأموي بسر بن ارطاة، وحادثة استباحة المدينة، وغيرها من الحوادث الانتقامية ضد المسلمين.
إن السياسة المنحرفة للاموين، خلقت إسلاما جديدا منحرفا عن الإسلام المحمدي الحق، الذي يرسخ السلطة في أيديهم، فيرى في قتل الأبرياء وتهجيرهم والتنكيل بهم ثوابا عظيما!!، الذي يدخل أتباعه الجنة، ويمنحهم التلذذ بالحور العين، فوجد فجوة لاتلتئم وجرحا لايندمل، ونعيش اليوم استذكارا ، لعاشورا الإمام الحسين(عليه السلام) الذي رفض حكمهم الفاسد.
هذا مختصر لما حدث في العصر الأموي، وفي القرن العشرين، فقد تم ظلم الأكثرية في العراق، من اجل الوطن ووحدته، فالجميع يعرف ما فعلته دولة الخلافة العثمانية بالعراقيين من فقر وجهل ونشر للتفرقة الطائفية، ومنذ عهد الملوك والمناصب توزع حسب رغبة الملك وحاشيته والبريطانيين، وما تبعهم من القوميون، الذين ورثوا ثقافة معاوية القائمة على التعصب القبلي والقومي المخالف للإسلام الأصيل.
حين غدر البعثيون بالقوميين عام 1969، وانقلبوا عليهم، أصبح الشعب العراقي تحت اعتى حكم طائفي عرفته البشرية في التاريخ المعاصر، فتم إسقاط الجنسية العراقية عن بعض الشيعة، بالقرار666 لعام1980 الذي يصادر الأموال المنقولة وغير المنقولة، وهم الذين لايمتلكون الجنسية العثمانية لذلك فهم ايرانين يجب تسفيرهم.
عاد التهجير ضد الشيعة بالانتفاضة الشعبانية، بحجة العمالة للدول الأجنبية، حتى لاتكاد دولة في العالم تخلو منهم، واليوم تعاد ظاهرة القتل والتهجير، في مناطق عديدة في العراق، حيث بلغ عدد العوائل النازحة أكثر من تسعين ألف عائلة نازحة، والهدف تفتيت البنية الاجتماعية، فانتشر الفكر الوهابي الذي يكفر الشيعة، وان من يقتل شيعي فهو مثاب ويدخل الجنة بدون حساب، ومن رحم القاعدة، ونتيجة لاختلاف الأفكار، والصراع على الغنائم، كثر المنشقين، فظهر تنظيم (داعش) على يد الزرقاوي الذي قتل على يد الأمريكان ، فاستبدل بابو بكر البغدادي الذي كان محتجزا في بوكا!.
عرف تنظيم (داعش) بالتنظيم المتشدد، والذي يتخذ من الإسلام الأموي، بل إن بعض أتباعه أكثر تعصبا من معاوية ذاته، كما شهدت لذلك تصرفاتهم وتصريحاتهم، فهو تنظيم تم صنعه كضد نوعي للإسلام، وتوهين للمذاهب السنية المعتدلة، ومحاربة المذهب الشيعي لكي تنتشر الفتنة، ويستمر الصراع ، فتبقى إسرائيل آمنة، وان أول ضحاياه هم السنة أنفسهم، كما حدث في سوريا في دير الزور ، والعراق اليوم الذي تم قتل أفراد عشيرة البونمر، وما يحدث في ليبيا من فوضى، واستهدف لليمنين ، والجيش المصري ، وهذا يناقض ادعائهم بأنهم اتو لنصرة السنة!، وتلك العشائر تطالب بتدخل القوات الامنية و الحشد الشعبي لاتقاذهم من هذا التنظيم الإرهابي، ولكن مع الأسف يرفض البعض مثل هكذا إسناد عسكري بحجة المليشيات، لكن الحقيقة لعدم كشف انخراطهم مع هذا التنظيم.
لذلك مطلوب وعي شعبي، وعدم السماح بوجود حواضن اجتماعية لمشاريع تدمر الوطن والمواطن، فلا يمكن مواجهة أي حركة تكفيرية دون تجفيف مصادر قوتها المالية والبشرية والفكرية، وينبغي مواجهة القوى الظلامية، والتكفير، والتطرف بصوت العقل والحكمة، وان الطموحات النبيلة للحرية والكرامة والتغيير، لاتحصل بالعنف وإنما بالتفاهم والحوار.
https://telegram.me/buratha