المقالات

أصحاب الشهادتين

1658 02:26:36 2014-11-01


ليس الحديث عن خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين الصحابي المعروف الذي جعل رسول الله ص شهادته تعدل شهادتين في حادثة معروفة بل الحديث عن خير الأصحاب وهم أصحاب الحسين ع الذين وصفهم الحسين ع بقوله: "فإني لا أعلم أصحابا أوفى ولا خيرا من أصحابي"

فالموقف الذي وقفه هؤلاء الأصحاب يتضمن شهادتين وكل شهادة تحمل معنى مغاير لمعنى الأخرى.
المعنى الأول وهو المعروف أنهم بذلوا مهجهم دون الحسين ع وقدموا أرواحهم فداء دون إمامهم المعصوم وقاتلوا تحت لوائه وإمرته والثابت عندنا أن ليس كل من يقتل مظلوما فهو شهيد وأن الذي يقتل تحت لواء المعصوم وتحت أمرته أو أمرة نائبه فقط هو شهيد تنطبق عليه أحكام الشهداء الفقهية.
وهذا المعنى لا يشك به أي مسلم يسير على خط أهل البيت ع واطلع ولو بشكل يسير على هؤلاء الأصحاب وتأكد منهم من أنهم كانوا على يقين من أن طريقهم سينتهي إلى الرفيق الأعلى ودنياهم قد انتهت بمجرد أنهم صمموا على اللحوق بالحسين ع  وقد بين هو ذلك بنفسه بقوله "أما بعدُ: فإنّ من لحق بي استشهد ...." وذلك واضح بأن من سيلحق بالحسين ع سيكون شهيدا 

أما المعنى الثاني وهو الأبعد في النظر أن هؤلاء الأصحاب قد مارسوا عمليا معنى آخر للشهادة وهو معنى الشاهد المتعارف عندنا في المحكمة وهو أن يشهد شيئا أو فعلا كأن يرى حادثة معينة ثم يقوم بتأدية هذه الشهادة فيحدّث القاضي بما ناله من الشهادة ليحكم القاضي وفق شهادة الشهود كدليل يؤخذ به. وأصحاب الحسين ع رضوان الله تعالى عليهم قاموا بتأدية هذا النوع الثاني من الشهادة وشهدوا أمام الدنيا أن الحسين ع على حق وأنه إمام زمانه وأن الخروج معه واجب وأن الوقوف بوجهه عين الحرام.

وهذه الشهادة التي يؤديها الفرد منّا من خلال كلمات يرددها وقسم يبرمه أدّاها أصحاب الحسين ع بطريقة أخرى لا تقبل الشك ولا داعي للقسم عليها 
قاموا بتأدية هذه الشهادة ببذل دمائهم وأرواحهم من أجل الحسين ع فكانت شهادتهم على أحقية الحسين ع خالدة وستبقى مدى الدهر تتردد أن ثلة مؤمنة ضمت أجلّ الناس وخيار زمانهم وقفت مع الحسين ع فلا يمكن لقائل أن يقول أن الحسين ع تفرد برأيه وأن الحسين خالف الجميع وخالفه الجميع بل هو واضح أن أشراف القوم ساندوا الحسين ع وشهدوا أمام الدنيا أن إمامهم على حق ليعلم كل الناس أن الحسين ع لم يأت بأمر مبتدع أو أنه شذّ عن خط الإسلام. 

صحيح أن عصمة الإمام الحسين ع تغنيه عن أن يشهد له أحد لكن حكومة العدل الإلهي تقتضي تعدد الشهداء يوم القيامة ليشهدوا على أعمال الناس.
فكان أصحاب الحسين ع الخلّص حاملين للشهادتين الأولى بإقرارهم العملي على أحقية منهج الحسين ع ببذل المهج دونه والثانية بذل الأرواح تحت راية المعصوم ليلحقوا بأعلى درجات الشرف والرفعة والكرامة والله العالم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
السيد صادق ال عيسى
2014-11-01
احسنتم سيدنا ... رزقكم الله شفاعة محمد و ال محمد (ص)
زيد مغير
2014-11-01
اريد ان ابين موقف مر به اصحاب نبينا الأمجد محمد صلى الله عليه وآله وأقارنه بأصحاب ولده الحسين عليه الصلاة والسلام ، يوم الخندق عبر مقاتل واحد من المشركين وهو عمر بن عبد ود ونادى ( هل من مبارز ) وكررها ولم يحرك احد من الصحابة ساكنا علما ان بن ود قال لهم الا تشتاق ومن الى جنت كم التي تزعمون ، ولم يخرج له الا حبيب الله ورسوله أمامنا علي بن ابي طالب عليه الصلاة والسلام ، اما اصحاب الحسين فرغم مطالبته لهم بتركه وحيدا لانه هو المستهدف ( اتخذوا الليل جملا أنتم في حل مني ) فلم يتركوه وهم يرمون ان جيش الكفر الأموي يحيط هم وعددهم على اقل الروايات 30000 ، فتصور واحد امام مئات لم يخرج له الا أمير المؤمنين وسبعون من اصحاب الحسين لم يخافوا عشرات الألوف ، السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين ، تحية للسيد كاتب المقال
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك