المقالات

حديث عن رجل يصنع الملك زاهد به!..

2264 20:33:04 2014-10-31

كان ياما كان، في قريب الزمان.. كان هناك رجل يدعى بن مالك، وكان حاكماً في بلاد يقال لها أرض السواد، وكان في البلدة رجل حكيم، ينحدر من سلالة شريفة، لها تأريخ حميد، ومجد تليد، في الذود عن البلاد، وإرشاد العباد، إلى طرق الخير، وسبل الرشاد، وكان بن مالك هذا، قبل توليه الحكم، رجلاً مغموراً في عالم السياسة، بعيداً عن أنظار السياسيين، بحيث يكاد لا يعرفه أحد، إلا عدد من محازبيه، أو المنضوين تحت مظلة حزبه، وذات يوم، قرر الرجل الحكيم مساعدة بن مالك هذا، بالوصول إلى الحكم في بلاد السواد.

مبيناً له، إن المنصب الذي وصل إليه بمساعدته، وبتأييد من سكان البلدة، إنما هو تكليف لا تشريف، محذراً إياه، قائلاً له.. بأن الحكم سيكون سلاحاً ذا حدين، فإن أنت شرفته شرفك، وإن أنت إبتذلته وبخسته حقه، إبتذلك، وحط من قدرك، لدى الخالق، ولدينا، ولدى الناس أجمعين، فإحرص على أن تكون أهلاً للأمانة، وصائنا لها، فما كان من بن مالك؛ إلا أن قدم العهود والمواثيق، وأقسم للحكيم، بأن يحكم بما أنزل الباري، وبما تنص عليه اللوائح والقوانين في بلاد أرض السواد. 

وما أن تسلم مقاليد الحكم، وأمسك بزمام الأمور، حتى بدأ يظن نفسه بأنه الأوحد في كل شي، فأصبح هو الملك، والوزير، وقائد الجند، والسجان، والصراف، والمتصرف بكل شيء، ولم يشرك معه في الحكم أحد مطلقاً، كما إنه قد تنصل عن وعوده للحكيم، ولأهل البلدة، وأخذ يردد على الملأ، بمناسبة وبدون مناسبة، بأنه أخذها- ويعني السلطة- ولن يعطيها لأي أحد كان، فظن الناس في بادىء الأمر، أنها دعابة من الحاكم لشعبه.
لم يكتف بن مالك، بهذا القدر من الإنحراف عن مسار السياسة، وسوء ممارسة الرياسة، ولم يعر أهميةً لنصائح الحكيم، وبعض الساسة، فتمادى في غيه، وبدأ بالتصريح بعد التلميح، بل إنه أخذ يعمل على إضعاف نفوذ الرجل الحكيم- الذي ساعده في الوصول إلى الحكم - من خلال شراء ذمم بعضاً من رؤساء القبائل، والرواة، ومن الشعراء والتجار، وبعضاً من قادة الجند.

إستغل بن مالك حاجة الناس إلى الأمان، وتخوفهم من إنفلات الأمور، وتطلعاتهم إلى العيش بسلام، فقام بمعركة داخلية، إستخدم فيها إسم الفرسان، ليسطر له بها مجداً؛ من خلال الأعمال العسكرية، وإثارة المشاكل السياسية، والعمل على خلق الأعداء، ليغطي على فشله، في إدارة شؤون المملكة الأخرى، وليتسنى له البقاء في الحكم.

إن جهل بن مالك في السياسة، جعله عاجزاً عن المحافظة على السلطة، فهو لم يعرفها على حقيقتها، فلم يكن أطوع إليه منها، لو إنه عرف كيف يسوسها، ويدير شؤنها، لكنه إعتبرها مغنماً شخصياً، وحقاً حصرياً، ليحجب خيراتها عن أقرب مستحقيها. 
لعل سبب تعلق الناس الشديد بالسلطة، هو النزعة الشخصية، أو الرغبة الكامنة في طيات النفوس، والتي تتمثل في حب السلطة والجاه والشهرة والمال، وقد إجتمع ذلك كله، عند بن مالك.
زاره الحكيم قائلاً له، أخرج مما خولناك فلست أهلاً له، فقد خولنا من سيعطيها كل ما يملك، نزاهةً ونبلاً وعطاءً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك