أثبتت الانتصارات التي حققتها القوات الأمنية، والحشد الشعبي، وخاصة في جرف الصخر، بعدم حاجة العراق إلى قوات برية أمريكية، فالتحرير عراقي 100%، وان دعوات التقسيم ما هي إلا أحلام سياسية لبعض الساسة وثوار الفنادق، اذا ما كانت هناك قوة ترابط بين العراقيين، وإرادة شعبية ترفض التطرف، والتعصب وحب الوطن وأبنائه.
تم إبقاء منطقة جرف الصخر، منطقة رخوة تهدد بغداد لفترة استمرت عشر سنوات ، وصانعي القرار السياسي فيه، تزامن الانتصار مع ثورة الإمام الحسين(عليه السلام) مما أعطاه بعدا ثوريا، وعاطفي وديني، وبمجرد سماع الانتصار، حدث اشتباك عسكري من قبل أبناء الموصل مع (داعش)، واخذ أفراد التنظيم بالفرار، والانهيار، وقتل واحتجاز العوائل في مناطق اخرى، كما يفعل المجرم عند ملاحقته من قبل رجال الامن ، فحين يفقد الامل بالفرار يتصرف بهمجية ، فيحتجز اي شخص يقع في طريقه، وبشان الحرب النفسية فهي انقلبت عليهم، فبعد هروب المدنين من المناطق التي يسيطرون عليها إلى مناطق اخرى، مما سهل تقدم القوات الأمنية ، فلم تبقى لهم دروع بشرية، وانتزاع الغطاء السياسي بعد استيعاب الجميع في الحكومة الجديدة، وخسارة (داعش) خيرة عناصرها ، أو ما تسمى بالنخبة التي تمتلك سلاح متطور دقيق التصويب، وتدريب عالي، فحصل اطمئنان لدى المواطن، وارتفاع المعنويات لدى المقاتلين، فازداد الإقبال من قبل الشباب للتطوع في الجيش والحشد الشعبي، فالقوة على الأرض هي أساس العمل السياسي، ومن خلال هذا الانتصار سوف يكون انتصار آخر ربما في عامرية الفلوجة، أو تكريت، والفلوجة، والموصل، هناك معطيات كثيرة على نهاية(داعش) في العراق كقوة عسكرية وليس كفكر ، فالفكر لاينتهي إلا بفكر أقوى منه.
اما بالنسبة للتقسيم ، فقد دعا بايدن للتقسيم الفيدرالي للبلاد العراقية، على غرار (اتفاقية دايتون) للسلام في البوسنة والهرسك التي تمت في 1995، بإقامة دولة عراقية من ثلاثة اقاليم، تتمتع بحكم شبه ذاتي، فتتولى الحكومة المركزية إدارة الأمن، والشؤون الخارجية، وتوزيع عائدات النفط ، وهو الوسيلة التي تربط بين الاقاليم الثلاث.
يرى البعض إن العراق حاليا مقسم بالفعل، فرايات كردستان في الشمال، والرايات والأعلام السوداء في شمال وغربي العراق، فيما يرى آخرون استحالة تحقيق هذا المشروع خصوصا في مناطق مختلطة، كنينوى وصلاح الدين وديالى. بعد ان ارتكبت بعض القوى السياسية ، وبعض زعماء العشائر السنية، خطئا فادحا وكارثيا، عندما دعمت او سهلت او تغاضت عن(داعش) بهدف التخلص من الحكومة الشيعية!! بتسليم مناطقهم لأبشع تنظيم إرهابي في العالم، فيما يتحدثون عن الدولة المدنية، فالتساؤل ، هل الوصول للدولة المدنية بدعم التنظيمات الظلامية، التي تقتل الناس على الهوية، وتصفي خصومها بلا محاكمات، وتمنع النساء من الخروج من المنازل، فهي لاتؤمن بالحوار ولا بالديمقراطية، وانه من ليس معها فهو ضدها.
بعض زعماء العشائر، والقيادات البعثية، التي طالما اتخمت آذاننا بالوحدة والحرية!!، والشعب العراقي عربي!، ومن يريد التغيير ففي الانتخابات، ومن أراد الإقليم، فقد اقره الدستور العراقي، لكن يجب أن تكون هناك مقومات للإقليم، بتوفر العوامل الاقتصادية، ورغبة شعب تلك المناطق، وليس نتيجة لرغبة طائفية، وشخصية للبعض المرتبطين بالخارج، الذين ساهموا في ذبح رجال الايزيدين واغتصاب وسبي نسائهم، وقتل وتهجير التركمان، والمسيحين، والاكراد، وطبعا الروافض في مقدمتهم!، فيا ترى بعد هذه الجرائم من يقبل (بداعش) وحلفائها الملطخة أيديهم بدماء العراقيين، حتى وان صار الإقليم المفترض، فسوف يكون مصدر خطر على أهل الإقليم انفسهم، وعلى الآخرين، وخير شاهد مافعلوا في الموصل ومحيطها.
فينبغي دعم الحكومة الجديدة ، بان تنهي القلق من صراع طائفي، خصوصا وان المحافظين والقيادات الإدارية، وحتى الأمنية سوف تكون من نفس تلك المناطق، إضافة إلى عدم امتلاك تلك المناطق للموارد الطبيعية، والمنفذ على البحر، فتقسيم البلاد، سوف تكون فيه المناطق الغربية اكبر الخاسرين، فعلى العقلاء منهم حسابها عقليا وليس طائفيا وعاطفيا.
https://telegram.me/buratha