الصراعات الثورية التي حدثت وتحدث في العالم، إما أن تقوم على أساس تحقيق المصلحة لفئة دون أخرى، أو تقتصر على إصلاح جزء دون اخر في أفضل الأحوال، والحشود الجماهيرية تثور، إما نتيجة ظلم يقع عليها، أو لأسباب واقعية تبعث فيها روح الإنفجار.
ثورة الإمام الحسين عليه السلام تُعد من أشهر الثورات الإصلاحية، التي تدعو الى ضمان إحترام حقوق الإنسان، والدعوة الى تحقيق العيش السلمي بين جميع الأوساط البشرية، فضلا عن تحقيق العدل الإلهي على الأرض، حيث لم يخرج الإمام لطلب المال أو الجاه، بل خرج لطلب العيش بكرامة، بعيداً عن الذل والهوان.
الثورة الحسينية جرت، نتيجة وقوع الإسلام الذي جاء به النبي محمد ص بأيدي الأمويين، الذين إغتصبوا حق الإمام في الخلافة، بعدما كانت متعينة في أهل البيت عليهم السلام. قول الإمام عليه السلام: إني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر ... فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق. ومن رد على هذا، أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم بالحق وهو خير الحاكمين) مع تلك العبارات الدقيقة، حدد الإمام ثورته التي إقتصرت على إصلاح ما أفسد من دعوة جده محمد صلى الله عليه واله، ولم يطالب بغير ذلك.
أهل بيت النبوة لم يعرفوا الذل، ولا العيش بلا حياة كريمة، سيما إذا ما عرفنا بأن يزيد كان يلاعب القردة، ويشرب الخمر، وهو بعيد كل البعد عن الإلمام بأمور المسلمين، لذلك قام الإمام الحسين بالثورة ضد يزيد بعد مقتل معاوية بن ابي سفيان، في العاشر من محرم عام 61 للهجرة لتتجسد معالم هذه الثورة، في البحث عن الوجود الإنساني داخل النفوس الضعيفة، التي تؤمن بفكرة إلغاء الغير، والتسلط على رقاب البشرية.
الفكر الهزيل، والبعد عن الشعور بالمسؤولية تجاه المسلمين، والإنحلال الثقافي والأخلاقي؛ كانت من ضمن الأسباب الرئيسية لثورة الإمام الحسين عليه السلام، لرفع الظلم عن الأمة الإسلامية.
نستلهم من ذكرى عاشوراء؛ قيم الشجاعة والتضحية التي أبداها الحسين روحي له الفداء مع أقرانه وأهل بيته، ليتصدى بذلك نيابة عن الأمة الإسلامية، للوقوف بوجه الظلم، ليمنع من انتشاره في الأرض، ولينال من سالبي حقوق البشرية، ويعلو راية الإسلام، كما رسمت طريقا للتمسك بالنهج الإلهي الذي تبعه شيعة ال محمد عليهم السلام، في الثأر من تجار العبودية وراسمي طريق الضلالة.
https://telegram.me/buratha