دائما وعندما يحصل تغيير في الحياة السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، وعلى مر التاريخ، تحدث صراعات وانقلابات دموية، يقوم بها أصحاب السلطة السابقين، وقد ذكر لنا التاريخ كيف انقلبت قريش، بعد أن دخل الإسلام إلى ربوعها، واخرجها من الجهل والظلام إلى النور، بعد أن ساوى نبي الإسلام بين السيد والمسود ، وبين الحر والعبد، بين بلال وأمية، وان الجميع كأسنان المشط، فبعد تراب قبره (صلوات الله عليه وعلى اله) لم يجف، حتى سارع أصحاب السلطة السابقون بانتزاعها، ومحاربة أبناء النبي وأهل بيته.
سبق وان اتهم أصحاب السلطة السابقين، بالخصوص البعثيين، إن سبب انهيار الجيش العراقي، الذي يبغ تعداده (600) الف مقاتل، وانفاق 5،6 مليار دولار سنويا، أمام المد (الداعشي) في الموصل وغيرها من المدن الغربية، إلى غير المهنية، بتعيين أفراد المليشيات على المنظومات الأمنية، والفساد المالي والإداري، حيث أصبحت المناصب والترقيات ، تشترى وتباع بمئات آلاف من الدولارات، وإبعاد القادة العسكريين المحترفين، وطبعا الإقصاء والتهميش الذي تحول في الآونة الأخيرة إلى إشراك المعارضين الحقيقيين لتتم المصالحة الحقيقية!!.
ينسى ويتناسى البعثيون إنهم سبب الفشل، والماسي في العراق ، وما (داعش) الا شريك بل هي مطية لهم، فأين ذهب الحرس الخاص، وفدائي صدام، والتصنيع العسكري، ووكلاء الأمن، والحرس الجمهوري، والمخابرات ، والاستخبارات ، وغيرها من المنظومات الأمنية البعثية، فهم موجودون رغم تبدل ملابسهم، وتلونهم، في معظم مفاصل الدولة، ففترة حكمهم عشرات السنينن، وغالبا ماتظهر أحقادهم في بعض تصرفاتهم وأقوالهم فالحقد ، والكراهية، أمراض لايمكن الخلاص منها، فهم اليوم يصرحون بانهم من يمثل السنة بصورة حقيقية، وان نهاية (داعش) ليس بالحل العسكري، وإنما بالحل السياسي.
عندما انتصر الجيش العراقي ظهرت أصوات من ساسة العراق معروفة توجهاتهم، وابواق ، وشخصيات عراقية وعربية في المحيط العربي والخارجي، بان الجيش طائفي وانه لايمكن أن يحرر المدن العراقية، فبعد أن هزمت قوات النخبة، المدعومة بالحشد الشعبي، والتي أثبتت عكس ما يتوهمون، فلدينا قوات مدربة، تقوم بجمع المعلومات، والتحليل ألاستخباري، وعمليات التنسيق مع المنظومات في وزارة الداخلية، وجهاز المخابرات، وان هناك عقيدة عسكرية على عكس ما يتهمون، وحب الوطن والاستعداد للتضحية من اجله.
ان انتصار جرف الصخر، ولد صدمة للأعداء، حتى أثار ذعر البعثيين وأتباعهم، فوصفوا الجيش بالطائفي، وانه حتى وان حقق النصر، فان النصر طائفي!!، وبالأمس كانوا يطالبون بتدخل الجيش البري الأمريكي على تحرير المدن العراقية، بحجة عدم قدرة الجيش العراقي على تطهير المدن العراقية، فهناك تناقض في الخطاب والتصريحات، ففي الانتصار يتهم الجيش بأنه طائفي ، وعند الانهيار فانه غير مهني وان اغلب ضباطه من الدمج والمليشيات، بالرغم من إن اغلب ضباط صدام في الجيش العراقي السابق يقاتلون مع (داعش ) حاليا!!.
من يريد الوطن ، ينبغي ان يكون اخ وليس عدو، (اكلك اخي وتكلي فارسي)، ولننسى أحقاد الماضي ، ونبني بلدنا، لاننكر بوجود بعض السلبيات في الأجهزة الأمنية ، من أخطاء فردية، وفساد مالي وإداري لبعض ضعاف النفوس ، واغلبهم من الضباط السابقين، لذلك على الحكومة محاربة الفساد بكل أنواعه، وتحقيق العدالة والمساواة بين ابناء الشعب، والقضاء على الفقر ، والبطالة ، والاستفادة من خدمات الحشد الشعبي، كما استفادت منها ايطاليا بعد حربها ضد الفاشية، واستفادت إيران من البسيج، باستقطابهم ضمن القوات الأمنية، والاخذ بنصائح المرجعية، وتثقيف الجيل القادم على حب الوطن.
https://telegram.me/buratha