في بداية سقوط الموصل، كان أعوان النظام السابق ، فرحين مسرورين، لان (داعش)، والبعثي ، والنقشبندي، وبعد السيطرة على الموصل، بالخديعة، والشائعات، والمؤامرات، وان حلم الوصول الى بغداد أصبح أمام أعينهم ، لكن هذه الأحلام ارتطمت بجدار صلب رد جميع أفعالهم الى نحورهم، فصار كحلم إبليس بالجنة، بفعل الإرادة الحكيمة للقادة وعلى رأسهم المرجعية الرشيدة. ان محافظة بابل تعد من أكثر محافظات الوسط اضطرابا، وخاصة مناطقها الشمالية المحاذية لبغداد والانبار، والتي تشكل ملاذ أمنا لتنظيم القاعدة سابقا، وداعش حاليا، وهي مناطق يتم تهديد من خلالها بغداد، ومحافظات الوسط والجنوب.
لقد خرج أبطال العراق بكل قومياتهم وأديانهم، لكنس هؤلاء الأراذل من ارض العراق الطاهرة، واليوم عززت القوات الأمنية والحشد الشعبي تقدما كبيرا على الأرض في تطهير مناطق جرف الصخر من عصابات (داعش) الإرهابية، فهذا النصر يعطي دفعة معنوية قوية للمقاتلين، وحالة انكسار وانهيار نفسي لدى العدو، نتيجة الضربات الموجعة التي تلقاها التنظيم من القوات الأمنية المسنودة بالحشد الشعبي.
بعد أن فقد تنظيم (داعش) الحواضن وكره الناس له، نتيجة لنظامه وقانونه المتخلف، وأساليبه البشعة في القتل والذبح والتعذيب، فقتل الأطباء ، والأساتذة، والمثقفين وبعض رجال الدين ، وشيوخ العشائر الرافضين لحكمه الفاشي، وأصبح ماثلا لأهل المناطق الغربية ما حدث في سوريا، فالمشروع القطري التركي، من جعل سنة سوريا، بين مشرد ومقتول، وإعادة مناطقهم الى عصر ما قبل الصناعة، وحولت شعبها الى لاجئين يبيعون أعراضهم من اجل لقمة العيش.
هذا السيناريو بدا تطبيقه في العراق، مع الأسف بواسطة بعض الساسة ، وشيوخ العشائر، المرتبطين بهذا المشروع، لذلك فان أكثر المتضررين هم سكان المناطق المحافظات الغربية، والذين أمسوا بين مهجرين في الوسط، أو في إقليم كردستان يعانون العوز والحرمان، ومن بقي يعاني القتل والاضطهاد، على أيدي الأفغان والشيشان وبعض الأعراب.
ان حديث النصر بات واضحا، فالعنوان الذي كتب، هو كلام قاله احد المقاتلين على إحدى القنوات الفضائية، الذي قال إن جرف الصخر سوف يكون بداية النصر النهائي على الأعداء، وتغير خطاب القنوات الفضائية الداعمة للإرهاب، التي كانت تسمي(داعش) بالثوار، واليوم تطلق عليها التنظيمات المتشددة!!، وتسمي الجيش العراقي باسمه ، وليس باسم ألعبادي كما كان يسمى باسم المالكي، والتنديد ، والتذمر الواضح من قبل سكان تلك المناطق ضد (داعش) ، وأبواقها من زعماء المنصات، ومرتادي العواصم، و القنوات المعادية.
فعلى الحكومة الاستمرار بتطهير الأجهزة الأمنية من الفاشلين، ومحاسبة المقصرين، وتكريم الناجحين، وتسليح المنتفضين ضد (داعش)، والتوجيه بتطهير باقي المناطق المحتلة، من هؤلاء الأوغاد وبمساندة أبناء تلك المناطق، لتحقيق الإصلاح ، والعدالة الاجتماعية والاقتصادية، بعد القضاء على الإرهاب ، وشيوع الاستقرار والآمان.
https://telegram.me/buratha