عُرِفَ الشيخ نمر النمر , وهو من مواليد العوامية , إحدى محافظات القطيف في المنطقة الشرقية من المملكة السعودية , بخطاباته السلمية الخالية من العنف . لكن السلطات السعودية المهزوزة , قامتْ في مرات عديدة بإعتقال الشيخ نمر النمر , كان آخرها في تموز من عام 2012, حيث أُلقي القبض عليه في بلدته " العوّامية " , بعد إصابته من قبل السلطات , بعدة إطلاقات نارية . الحكومة السعودية , ترى في خطابات الشيخ النمر , زوراً وبهتاناً , بأنها مثيرة للفتنة وتدعو للعنف لمواجهة رجال الإمن وتحرّض على المظاهرات لزعزعة الوحدة الوطنية . وقد حوكم لمرات عديدة كان آخرها في الإسبوع الحالي , حيث صدر بحقه حكما بالإعدام " تعزيزاً " .
ويبدو أنّ مصطلح " تعزير " , أو الإعدام " تعزيرا " , كما يقول المطّلعون على القضاء السعودي , يأتي في حال , عدم تمكن القضاء من الوصول الى أدلة ناهضة وواضحة في قضية معينة , فيلجأ في هذه الحال الى مصطلح " تعزيز " . وبما أن المحاكم السعودية لم يقع بين أيديها إدلة واضحة وتهم ثابتة قانونياً بحق الشيخ نمر النمر , لجأتْ في قرارها الى هذا المصطلح وأصدرتْ قراراً بإعدام الشيخ النمر بالإعدام تعزيزاً . وفي هذا الإتجاه نفسه ,كان من جملة ما أثار حنق وغضب السلطات السعودية على الشيخ النمر , هو دعمه السلمي للثورة البحرينية , وبما أن هذه التهمة , هي الإخرى , تفتقر الى النصوص القانونية في القضاء السعودي , كان دافعاً آخر للتخلص من الشيخ النمر عبر الحكم بالإعدام " تعزيزاً " . عائلة الشيخ النمر , وصفتْ في بيان لها , هذا الحكم , بأنه حكم " سياسي بإمتياز " .
ويُشارُ الى أن هذا الحكم ليس نهائياً قبل إستئنافه ومصادقة الملك السعودي عبدالله عليه .بعض المراقبين , يرون أنّ الحكومة السعودية , إذا طاش سهم عقلها , ونفذتْ الإعدام , وهو مستبعدٌ في الظروف الراهنة , فإنها سوف تفتح أبواب نيران على مصارعها , وقد لا تنطفيء دون ما يقابلها من ثمن باهض تدفعه السياسة السعودية الطائفية , فضلاً عن التداعيات المحتملة , داخلياً وخارجياً .الشيخ نمر النمر , وبحسب الأنباء , لم يأبه لقرار المحكمة هذا , وليس غريباً أن يكون الشيخ بهذه الشجاعة وهو الذي صرح في مقابلة مع الـ بي . بي . سي , " أنّ زئير الكلمة , أقوى في مواجهة أزيز الرصاص " .
https://telegram.me/buratha