أن الحديث عن دخول قوات برية عسكرية من قبل بعض الدول المشاركة في التحالف الدولي، للحرب ضد عصابة داعش في العراق، يضعنا أمام تسألات، وهي هل أن التحالف الوطني كان مخطط مسبقا لأحتلال العراق من جديد ؟ وأن خلق أزمة دخول عصابة داعش للعراق كانت ذريعة لذلك، أو أن تقدم قوات سرايا المجاهدين (الحشد الشعبي) ودحرهم لتلك العصابات وتحرير أرض العراق منهم ؟ جعل دول التحالف الدولي تفكر جديا بصد هذا الزحف، بعدما أخفق الطيران الجوي الدولي من التغطية لتقدم تلك العصابات الأجرامية.
وعليه فأن أصرار تلك الدول على خطوة دخول قواتها البرية للعراق، ليس فقط مسا للسيادة الوطنية العراقية، وأنما هي أعلان حرب أبادة ضد ما يصفونها (بالقوة الشيعية) التي خرجت على ضوء فتوى المرجعية الدينية المعلنة للجهاد، وأيضا حرب تصفية للجهات السنية المعارضة للوجود الداعشي على أرضها.
فأذن التحالف الدولي لم يبدأ بتحقيق أهدافه الأستراتيجية في العراق وسوريا، لصعوبة تحقيقها في الوقت الحالي، وأنما بدأ بالعمل على حماية تلك العصابات الأرهابية المنهزمة في جبهات القتال، وأيضا محاولة البقاء على وجودها في المناطق التي يسهل التحرك لها فيها، وخاصة محافظة نينوى وأجزاء من محافظات تكريت والأنبار وديالى، وهذا ما يعيق تقدم زحف سرايا المجاهدين (الحشد الشعبي)، والتي تأمل بالحصول على مساندة الغطاء الجوي العراقي لها، والذي بدأ يتحرك وفق ما يملى عليه من قبل أدارة التحالف الدولي المشرفة على العمليات العسكرية للتحالف.
فأذن ما يراد من دخول قوات برية مجندة لبعض المناطق العراقية، هو هدف أصبح لابد منه في تخطيط قيادة ذلك التحالف، لتنفيذ أجندته الذي جاء من أجلها، أذا لم تتم معارضته سياسيا وشعبيا في العراق، وأيضا من قبل كل الأصدقاء الرافضين لهذه الفكرة، بأعتبارها مساس بأمن العراق، وأنتهاك لسيادته الوطنية.
https://telegram.me/buratha