كنا صغاراً وأذا ما أقبل علينا العيد وبسجية الطفولة البريئة نطالب الاهل بكسوة جديدة وعيدية مناسبة منهم وننام ليلة العيد بعين واحدة أما الثانية فهي ترقب شفق الصباح متى ينبلج لنهب زرافات وفردانا لنبدأ بمن يعطي تلك القطع المعدنية الساحرة التي نطير بها فرحاَ وسرورا, وكبرنا وبدل ان تكبر معنا تلك الافراح نراها قد اضمحلت وتلاشت لتكبر على أنقاضها احزاننا ومعاناتنا ولنصبح بدل ان نتسابق للذهاب الى المتنزهات ومدن الالعاب ونشتري الحلوى والالعاب الجميلة بتنا نرقب امهاتنا وهي تسلك ماسلكناه لينتظرن طلوع الفجر ليشدن الرحال الى مقبرة وادي السلام في الغري لنأخذ معنا بدل العابنا والحلوى علب البخور وماء الورد لنحتضن احجاراً جوفاء منادين بأعلى الاصوات وبدموع تنهمر مدراراً ونحن نندب احبة لنا بكر النظام السابق برحيلهم عنا وهم في ريعان شبابهم لنكبر وتكبر معاناتنا ايضاَ لندفع الى محارق الموت في مغامرات نظام ارعن لنجني اهات والام وذكريات مازالت تحفر في اذهاننا مساحات كبيرة لاحبة لنا قضوا نحبهم في الفيافي القاحلة والجبال الشاهقة والاهوار العميقة
وبعد ان انجلت الغبرة وتنفسنا الصعداء وحلمنا بوطن أمن جميل يحتضننا بعد ما فرقتنا الانظمة وجعلتنا نملأ البلدان غربة ولكن الحلم الجميل لم يدم طويلاً لنستيقظ على حرب جديدة أبتكرها لنا الاعداء حرب لاحدود لجبهتها ولا عدد لضحاياها لنعود من جديد ونضاعف مقابرنا الجماعية التي لم نحصيها لحد الان بمقابر اخرى ولتعود امهاتنا الى وادي السلام من جديد وهن يحملن أحزاناً وصوراَ لضحايا جدد لم يختلف بها الضحية ولا الجزار مقابر ضمت جثامين أبرياء قتلوا غيلة وبدم بارد وبمجاميع كبيرة لتظل سبايكر وسجن بادوش والصقلاوية علامات فارقة في الحزن والوجع العراقي الجنوبي ليأتي العيد وبدل أن تأتي افراحه والعابه معه يطل علينا ومع اطلالته نستمع الى أنين أمهاتنا وشجي أحزانهن ويطل على عيون ووجوه أتعبها السهد والحزن وأفواه حنينة واصوات ملائكية وهي تحتضن قبور الآحبة ولسان حالها يقول (ردتك تجي وي المجازين ... راح الشهر وصارت اسنين )
https://telegram.me/buratha