المقالات

التحالف الدولي ضد داعش لمصلحة من ؟!!

1177 20:22:44 2014-10-02

في البدء يطرح تساؤل واقعي ومعقول لماذا الآن التحالف الدولي ضد داعش ؟ ولماذا لم تدعى إيران إلى هذا التحالف ؟ ،ولماذا أضعاف الحكومة المركزية وعدم تزويدها بالسلاح على حساب الأكراد ؟ هذا التطور الكبير واللافت والذي أعلنت الولايات المتحدة عن تشكيل تحالف دولّي بمشاركة بعض الدول الإقليمية وإعلان الحرب ضد داعش في العراق والشام ،جاء ذلك على اثر ذبح الصحفيين الامريكين . هذا الإعلان الدولي سبق هذا الحدث والتطور في واقع الحال ، وبالفعل بدأت الضربات الأمريكية للتنظيم الإرهابي في شمال العراق الأمر الذي سيتطور تدريجياً نحو مناطق أخرى . 
هذا التحرك جاء بعد ذبح الصحفيين الامريكين من قبل هذه العصابات الإجرامية ،وربما لولا هذه الجريمة لم تتحرك الإدارة الأمريكية وتحرك أساطيلها وتحفز حلفاءها في العالم . 

هذا التحالف الذي آثار العديد من التساؤلات عن جدية هذه الدول في ضرب الإرهاب في العراق وسوريا ، خصوصا مع الصور البشعة التي تبثها وسائل الإعلام عن الجرائم التي يقترفها هذا التنظيم الدولي بحق المدنيين ، والتمويل المخيف الذي أصبح لافتاً للنظر من دعما دولي بالمال وأحدث الأسلحة والمعدات ، والتدريب الحديث والمتطور في دول الجوار كالأردن والسعودية وقطر وتركيا التي تقدم الدعم اللوجستي للإرهابيين ، ومعالجة الجرحى في احدث المستشفيات التركية تحت مسمع ومرى حكام أنقرة ؟!! .
لماذا لم يتم دعوة إيران إلى هذا التحالف وما هو الهدف من هذا الأبعاد ، ولماذا التعامل بانتقائية غريبة ،وإبعاد القوى الإقليمية التي لها دورا مهما في مقاتلة ومحاربة هذا الفكر التكفيري . 

المنطقة بأسرها تمر بظروف حساسة وخطرة لوجود تيار تكفيري إرهابي يرتكب جرائم باسم الإسلام في العراق وسوريا ولبنان، وما يؤسف له أن بعض الدول تدعم الإرهاب، وتلك الدول نفسها تدعي محاربة الإرهاب التكفيري الداعشبعثي ، كما أن هذا التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لا يمكن الوثوق به لأنه يضم دولا متهمة بإيجاد داعش ودعم الإرهاب في المنطقة كالسعودية وقطر وتركيا التي قدمت الدعم الكامل للجماعات المسلحة في سوريا والعراق .

المتابع لعمليات القصف المريبة لا يجد أي أهداف لداعش ضربت ، وعد قتلاهم آو أماكن تواجدهم ، وهذا ما يفتح باب التساؤلات على مصارعيها عن الغاية من هذا التحرك المريب أصلا ضد داعش في العراق وسوريا ، فمن غير الواضح المضامين والأهداف الحقيقية لأجندة الإدارة الأمريكية إزاء المنطقة او تحديد ما الذي تريده حقاً من تشكيل هذا الائتلاف ، أو حدود التدخل الذي تعتزم القيام به في المنطقة ، كما أنها تتعلق عن طبيعة التدخل الأمريكي العسكري في المنطقة وبشكل مباشر ، وإذا ماكان الأمر يتعلق بتوازنات معينة تريدها في العراق خصوصاً والمنطقة عموماً، أو أنها تشير إلى النهاية نحو حسم هذا الأمر بكل قوة لتغير الواقع السياسي في المنطقة .

من يسعى فعلا لحرب الإرهاب أن يدعو لبناء جبهة موحدة تضم الجميع دون انتقاء أو تحّيز لان الواضح اليوم وجود أجندة كبيرة وخطيرة من اجل عدم القضاء على هذه العصابات الإجرامية ، والاكتفاء بأبعادها إلى شمال الوطن العربي كتونس وليبيا ، واستخدامها عند الضرورة . 
عدم مشاركة إيران يعكس قلقا من تزايد قوة إيران النووية منها أو في المجالات الأخرى ، وأحداث توازن في المنطقة ، وهذا ما لا تريده بعض الدويلات في الخليج العربي ، لهذا عدم مشاركة إيران لا يمثل حالة ضعف بقدر ما خوف من هذه المشاركة والقسوة التي مارسها القوى النظامية لحزب الله اللبناني والإيراني والعراقي في حماية مرقد سيدة الطهر زينب (ع) ، مما جعل الأمور. تنقلب على الساحر لتظهر قوى شيعية في المنطقة كسرت شوكة الإرهاب في الشام و العراق . 

على الحكومة العراقية أن تسعى الى التحالف مع القوى التي ساعدت كثيرا في قلب المعادلة الأمريكية ووليدها في المنطقة "دعوش" والاعتماد على الخبرات العسكرية لدول الجوار دون النظر بانتقائية ، لان الوضع خطير جدا ، ولا يتحمل ان نكون كالقوى العالمية التي تنظر بإعجاب لما يفعله الدواعش في ارض الرافدين من حالات اغتصاب وذبح وقتل ، ومجازر لا يمكن بأي قانون دولي محاسبة الجناة والقتلة الإرهابيين القادمين من أوربا وشمال آسيا وأميركا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك