بتاريخ العاشر من حزيران الماضي احتجزَ تنظيم ( الدولة اللااسلامية ) عدد من الرهائن الأتراك العــــــاملين في القنصلية التركية في الموصل وبات مصيرهم مجهول منذ التاريخ المذكور .
تنظيم (داعش) يحمل قــــسوة خارجة عن المألوف وهـــــو بعيد كل البـــــــعد عن الإنسانية وله سوابق مؤلمة مع الرهائن مــــــــن أعمال القتل بصور بشعة وذبــــــح وتــــــعذيب والتــــمثيل بالجثث والتشهير بأعمال قتل الرهائن ولكـــــن موضوع الرهائن الأتراك البالغ عددهم( 44 )عنصر أصبح طي الكتمان منذ تاريخ احتجازهـــــم فلا (داعش) أعلن عن مصيرهم ولا الحكومة التركية أعلنت عن التوصل الى اتفاق لإطلاق سراحهم.
وبعد إطلاق سراحهم بـــــصورة مفاجئة وبصورة غريبة وغير اعتيادية اكتفى رئيس الوزراء التركي ( احمد داود اغلو ) بـــــتصريح بان عمليات خاصة هي من حررت الرهائن !
المسالة هي الاستخبارات التركية والمخابرات التركية متنفذة جدا في سوريا والعراق وتمتلك اذرع الاخطبوت التي لا تمتلكها اي دولـــــة أخرى ولها دورا بارز في التحركات على كافة الأصعدة نتيجة لكونها على خـــــط التماس مع الإرهاب ونتيجة لكونها الملاذ الأمن لملايين السورين والعراقيين الهاربين من بلدانهم مما وفر قاعدة بيانات عملاقة للاستخبارات التركية.
بهذا الجهد ألاستخباري التركي الكبير نـــــتساءل هل توفرت معلومة استخبارية مسبقة لعمليات (داعش ) في الهجوم على مدينة الموصل ؟ ان كان الجواب كلا فهذا يعني عدم توفر أمكانية استخبارتية وعسكرية لتحرير الــــــرهائن بعمليات خاصة فالـــــعمليات الخاصة وخصوصا عمليات تحرير الرهائن تحتاج الى جــــــهود استخبارتية غير اعتيادية فـــــمن المفترض ان تنظيم (داعش) بأمــــنياته العالية قد قام بتوزيع الرهائن البالغ عددهم كـــــما ذكرت( 44 )عنصر على (44 ) مكان وتم أبعادهم وعزلهم الواحد عن الأخر بـــــــمسافة بعيدة وتحت حراسة مشددة .
أما اذا كانت الحكومة التركية والاستخبارات التركية على عـــــــلم بعملة الهجوم على مدينة الموصل وسبق وان توفرت معلومة عن الـــــعملية ( وهذا هي المعادلة الصحيحة والأقرب الى الواقع ) فلــــتماذا لم يتم إجلاء العاملين في القنصلية التركية قــــــبل الأحداث كما فعل الآخرون ؟
هناك ثقة عالية جدا بين تركيا وتنظيم (الدولة اللااسلامية ) تــــــصل الى حد ترك رهائن وإعادتهم من تنظيم اشتهر بالوحشية والعنف بعد مدة بدون اي خسائر ولا جرح .
وإضافة الى الثقة العالية هناك معرفة مسبقة بالإحداث الجارية ألان لـــــــدى الحكومة التركية وهناك دعم واضح لتنظيم( داعش ) أثبتته عــــــمليات شراء النفط الخام العراقي من تنظيم (داعش) بربع القيمة العالمية .
أعــــــانك الله يا وطني واعـــــانك الله يا شعب العراق فالكل ضدك بالعلن او بالخفاء .
https://telegram.me/buratha