"نحن مهتمون كثيرا بوحدة العراق واستقراره، تمنينا ان نقدم للعراق عشرة اضعاف ما قدمناه له في السنوات الاخيرة لولا ما سببته وتسببه الاعمال الارهابية التي اصابت بلادنا من جماعات تعمل من داخل الاراضي العراقية. العراق شرق اوسط مصغر وكركوك عراق مصغر ولا يجوز باي حال من الاحوال ان تكون سببا لاثارة مشاكل لا احد يعرف نتائجها وعواقبها. نحن مرتاحون جدا للتطورات الاخيرة في العراق وللاجراءات المتعلقة بمدينة كركوك.
لقد تحدثنا الى نائب الرئيس الاميركي المنتخب جوزيف بايدن وشرحنا له خطورة تشجيع اي اتجاه يدعو الى تفكيك العراق واكدنا على وحدة العراق ارضا وشعبا، وشددنا على الحاجة لرؤية عراق ديمقراطي يتمتع بعلاقات سلام مع جيرانه. ان القيادة التركية تحاور جميع العراقيين من خلال حكومتهم المركزية في بغداد وتسعى للوقوف على مساحة واحدة من جميع الاطراف العراقية. نحن متفائلون بمستقبل العراق وحيوية شعبه وما يتوافر عليه من طاقات بشرية خلاقة وموارد اقتصادية يمكن ان تسهم في خلق بيئة اقليمية مستقرة.
يربطنا بالعراق تاريخ عميق وعلاقات حميمة حتى ان الاتراك كثيرا ما يرددون المثل التركي الشائع: لا حبيبة مثل الام ولا ديار مثل بغداد! ".
هذا مقطع من حديث مطول حول العلاقات العراقية التركية ومستقبل المنطقة ادلى به الرئيس التركي السابق عبد الله غول خلال لقائه المسؤولين العراقيين العام الماضي. فهل تجسدت هذه الاقوال افعالا على ارض الواقع، وهل كانت مواقف ملتزمة من لدن الحكومة التركية ؟
لقد بذل القادة الاتراك محاولات عديدة في اقناع السلطات العراقية السابقة باللجوء الى سياسات بديلة من اجل ابعاد الحرب التي ادت الى اسقاط تلك السلطات ووقوع العراق تحت الاحتلال وما آلت اليه الامور بسبب تلك السياسات الهوجاء وكان اولى بهم اليوم ان يحرصو كل الحرص على رؤية عراق ديمقراطي امن مستقر افعالا قبل الاقوال، بدلا من ان تتحول ممرا لتصدير الارهابيين والاسلحة والمفخخات والعبوات وادوات القتل والتخريب والتدمير، و الاحزمة الناسفة،
اما ما يخص مسالة حزب العمال الكردستاني وكيفية تعامل الحكومة التركية مع افراده فنحن نرى ذلك شانا داخليا تركيا مع رفضنا لكل اشكال استعمال القوة في حل النزاعات الداخلية والخارجية وفي الوقت الذي ندعو فيه الجارة تركية الى تبني المواقف الواضحة والملتزمة، نشدد على توثيق العلاقات المشتركة بين الشعبين العراقي والتركي وابداء كل التسهيلات امام المستثمرين والمنتجين الاتراك لاقامة المشاريع المتنوعة وبذل الجهود المتواصلة لحل مشكلة تواجد حزب العمال الكردستاني وايقاف نشاطاته من الاراضي العراقية، والعمل على بناء علاقة مستقبلية متميزة بين البلدين الجارين تقوم على الاحترام والمصالح والمنافع المشتركة.
كم تمنينا ان تحذو الدول الشقيقة والصديقة -وخاصة دول الجوار الاقليمي- العربية والاسلامية حذو دول غير شقيقة ولا جارة فلا تجعل من اراضيها معسكرات تدريب وملاذات آمنة ومنطلقا للعصابات الاجرامية التي تدخل الموت والخراب الى العراق وشعبه الصابر، وكم بذل العراقيون من جهود وابدوا من مرونة وحسن جوار على امل ان يكف الاخرون عن اطماعهم ويتناسوا احقادهم وثاراتهم ويفتحوا صفحة جديدة من العلاقات الاخوية القائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لاي طرف.
ان التغيرات السياسية في العراق الساعية لاقامة نظام ديمقراطي تعددي لا يؤمن بالعدوان وشن الحروب، والداعية لاقامة العلاقات الطيبة مع كل بلدان العالم وفي مقدمتها دول الجوار والمحيط العربي والاقليمي تسحب جيمع الحجج وتسقط كل الذرائع من اي طرف يحاول تشويه صورة العراق ويتعامل معه بندية وعدوانية بناءاً على تصورات وافتراضات واهية خلفتها سلوكيات وسياسات السلطة السابقة.
https://telegram.me/buratha